[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن أبي إسحاق الفزاري أنه قال لعبد الله بن المبارك: «يا أبا عبد الرحمن، كان رجل من أصحابنا جمع من العلم أكثر مما جمعت وجمعت، فاحتضر، فشهدته، فقال له: قل لا إله إلا الله. فيقول: لا أستطيع أن أقولها. ثم تكلم، فيتكلم. قال ذلك مرتين. فلم يزل على ذلك حتى مات قال: فسألت عنه، فقيل: كان عاقا بوالديه. فظننت أن الذي حرم كلمة الإخلاص لعقوقه بوالديه»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن قال الربيع بن برة: «رأيت بالأهواز رجلا يقال له وهو في الموت: يا فلان، قل لا إله إلا الله. قال: ده دوازده، ده شازده، ده جهارده قال: ورأيت بالشام رجلا يقال له وهو في الموت: قل لا إله إلا الله. فقال: اشرب واسقه وقد قيل لرجل ها هنا بالمعرة: قل لا إله إلا الله، فقال: يا رب قائلة يوما وقد لغبت كيف الطريق إلى حمام منجاب»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن ابن أبي رواد، أو غيره قال:«قيل لرجل عند موته: قل لا إله إلا الله. قال: هو كافر بما تقول»
[*] قال القرطبي: وقد سمعت شيخنا الإمام أبا العباس أحمد بن عمر القرطبي يقول: (حضرت أخا شيخنا أبي جعفر أحمد بن محمد القرطبي بقرطبة، وقد احتضر، فقيل له لا إله إلا الله، فكان يقول: لا، لا. فلما أفاق ذكرنا له ذلك، فقال: أتاني شيطانان عن يميني وعن شمالي يقول أحدهما: مت يهودياً فإنه خير الأديان. والآخر يقول: مت نصرانياً فإنه خير الأديان. فكنت أقول لهما لا، لا. إليّ تقولان هذا؟.
[*] وقال ابن الجوزي: ورأيت بعض من تعبد مدة ثم فتر، فبلغني أنه قال: (قد عبدته عبادة ما عبده بها أحداً). قال ابن الجوزي: ما أخوفني أن تكون كلمته هذه سبباً لرد الكل.
[*] قال ابن كثير: والمقصود .. أن الذنوب والمعاصي والشهوات، تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال الله تعالى: وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً [[لفرقان:٢٩] وسوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقداً، وظاهره عملاً، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة.