للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما تذكرت أجسامهم * تصاغرت النفس حتى تهونا

وكل على ذاك ذاق الردى * فبادوا جميعا فهم هامدونا

وجاء من طرق عن ابن المبارك ويقال بل هي لحميد النحوي

اغتنم ركعتين زلفى إلى الله * إذا كنت فارغا مستريحا

وإذا ما هممت بالنطق بالباطل * فاجعل مكانه تسبيحا

فاغتنام السكوت أفضل من * خوض وإن كنت بالكلام فصيحا

وسمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور طرسوس

ومن البلاء وللبلاء علامة * أن لايرى لك عن هواك نزوع

العبد عبد النفس في شهواتها * والحر يشبع مرة ويجوع

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي أمية الأسود قال سمعت ابن المبارك يقول أحب الصالحين ولست منهم وأبغض الطالحين وأنا شر منهم ثم أنشأ يقول

الصمت أزين بالفتى * من منطق في غير حينه

والصدق أجمل * بالفتى في القول عندي من يمينه

وعلى الفتى بوقاره * سمة تلوح على جبينه

فمن الذي يخفي علي * اذا نظرت إلى قرينه

رب امرئ متيقن * غلب الشقاء على يقينه

فأزاله عن رأيه * فابتاع دنياه بدينه

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي صالح الفراء قال: سمعت ابن المبارك يقول

المرء مثل هلال عند رؤيته * يبدو ضئيلا تراه ثم يتسق

حتى إذا ما تراه ثم اعقبه * كر الجديدن نقصا ثم يمحق

(٣٣) حرص ابن المبارك على تلقي العلم مع الأدب:

كان ابن المبارك يسير على منهج السلفِ الصالحِ في التعلم حيث كان منهجهم في التعلم (أن يتلقوْا العلمَ مع الأدب) لأن العلمَ بلا أدبٍ يجني على صاحبه ويُهلكه لأن الأدب طريقُ العلم النافع: فطالب العلم لن ينال العلم وبركته بدون أدب لأن العلمَ بلا أدبٍ يجني على صاحبه ويُهلكه، وقد حذّر السلف كثيراً من طلب العلم بدون أدب، فقال الإمام البوشنجي الفقيه المالكي (ت:٢٩١هـ) (من أراد العلم والفقه بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٨٦) للذهبي.

[*] أورد الإمام بن الجزري في غاية النهاية في طبقات القُراء عن ابن المبارك قال: طلبت الأدب ثلاثين سنة، وطلبت العلم عشرين سنة، وكانوا يطلبون الأدب ثم العلم.

[*] أورد ابن الجوزي في صفة الصفوة عن ابن المبارك قال: كاد الأدب يكون ثلثي العلم.

وفاة ابن المبارك وماله من المبشرات:

<<  <  ج: ص:  >  >>