للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن عون بن عبد الله قال قال عمر بن الخطاب جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة ٠

(أورد ابن حبان رحمه الله تعالى في روضة العقلاء عن عطاء الأزرق قال قال رجل للحسن يا أبا سعيد كيف أنت وكيف حالك قال كيف حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت ولا يدري ما يصنع به.

[ذم الهوى:]

[تعريف الهوى:]

مسألة: ما هو الهوى؟

[*] (قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى:

الهوى: ميل الطبع إلى ما يلائمه، وهذا الميل قد خُلِقَ في الإنسان لضرورة بقائه فإنه لولا ميله إلى المطعم ما أكل وإلى المشرب ما شرب وإلى المنكح ما نكح، وكذلك كل ما يشتهيه فالهوى مستجلب له ما يفيد كما أن الغضب دافع عنه ما يؤذى فلا يصلح ذم الهوى على الإطلاق وإنما يذم المُفْرِطُ من ذلك وهو ما يزيد على جلب المصالح ودفع المضار.

ولما كان الغالب من موافق الهوى أنه لا يقف منه على حد المنتفع أطلق ذم الهوى والشهوات لعموم غلبة الضرر لأنه يبعد أن يفهم المقصود من وضع الهوى في النفس وإذا فهم تعذر وجود العمل به وندر مثاله أن شهوة المطعم إنما خلقت لاجتلاب الغذاء فيندر من يتناول بمقتضى مصلحته ولا يتعدى فإن وجد ذلك انغمر ذكر الهوى في حق هذا الشخص وصار مستعملا للمصالح وأما الأغلب من الناس فإنهم يوافقون الهوى فإن حصلت مصلحة حصلت ضمنا وتبعا فلما كان هذا هو الغالب ذكرت في هذا الباب ذم الهوى والشهوات مطلقا ووسمت كتابي ب (ذم الهوى) لذلك المعنى.

وقد روى عن ابن عباس أنه قال ما ذكر الله تعالى الهوى في موضع من كتابه إلا ذمه وقال الشعبي إنما سمي هوى لأنه يهوى بصاحبه.

(وقال أيضاً: واعلم أن الهوى يسري بصاحبه في فنون ويخرجه من دار العقل إلى

دائرة الجنون.

وقد يكون الهوى في العلم فيخرج بصاحبه إلى ضد ما يأمر به العلم.

وقد يكون في الزهد فيخرج إلى الرياء.

(الفَرْقُ مَا بَيْنَ الْهَوَى وَالشَّهْوَةِ:

((قال الماوردي رحمه الله تعالى في أدب الدين والدنيا:

<<  <  ج: ص:  >  >>