الدندنة في اللغة: هي الكلام البليغ الذي يدور حول هدف معين، أو هي الصوت الهامس الذي تُسمع نغماته ولكن قد لا يُفهم معناه، طالما لم يجهر به قائله.
وجنة الفردوس هي هدفنا جميعاً ندندن حولها في كلّ عباداتنا، وكتاباتنا، وأقولنا، وأفعالنا، ندور في فلكها ونطوف حول محورها، سواء أكان هدفنا مباشراً أم غير مباشر، مستدلين في ذلك بهدي الهادي الأمين حبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات والتسليم.
[أسماء الجنة ومعانيها:]
«الجنة لها عدة أسماء باعتبار صفاتها ومسماها واحد باعتبار الذات»
فهي مترادفة من هذا الوجه وتختلف باعتبار الصفات فهي متباينة من هذا الوجه.
(الاسم الأول: الجنة وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين وأصل اشتقاق هذه اللفظة من الستر والتغطية ومنه الجنين لاستتاره في البطن والجان لاستتاره عن العيون والمجن لستره ووقايته الوجه والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه والجان وهي الحية الصغيرة الرقيقة ومنه سُمِّيَ البستان جنة لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه ولا يستحق هذا الاسم إلا موضع كثير الأشجار مختلف الأنواع، قال تعالى: (تِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِياًّ){مريم:٦٣}
(الاسم الثاني: دار السلام، وقد سماها الله بهذا الاسم في قوله تعالى: (لَهُمْ دَارُ السّلاَمِ عِندَ رَبّهِمْ)[الأنعام: ١٢٧]
وقوله تعالى:(وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَىَ دَارِ السّلاَمِ)[يونس: ٢٥] وهي أحق بهذا الاسم فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه وهي دار الله واسمه سبحانه وتعالى السلام الذي سَلَّمَهَا وَسَلَّم أهلها.
قال تعالى:(وَتَحِيّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ)[يونس: ١٠]