"الدرجة الأولى: قصد يبعث على الإرتياض ويخلص من التردد ويدعو إلى مجانبة الأغراض".
فذكر له ثلاث فوائد: أنه يبعث على السلوك بلا توقف ولا تردد ولا علة غير العبودية من رياء أو سمعة أو طلب محمدة أو جاه ومنزلة عند الخلق
قال: "الدرجة الثانية: قصد لا يلقى سببا إلا قطعه ولا حائلا إلا منعه ولا تحاملا إلا سهله".
يعني أنه لا يلق سببا يعوق عن المقصود إلا قطعه ولا حائلا دونه إلا منعه ولا صعوبة إلا سهلها.
قال: "الدرجة الثالثة: قصد الاستسلام لتهذيب العلم وقصد إجابة داعي الحكم وقصد اقتحام بحر الفناء".
يريد أنه ينقاد إلى العلم ليتهذب به ويصلح ويقصد إجابة داعي الحكم الديني الأمري كلما دعاه فإن للحكم في كل مسألة من مسائل العلم مناديا ينادي للإيمان بها علما وعملا فيقصد إجابة داعيها ولكن مراده بداعي الحكم: الأسرار والحِكَم الداعية إلى شرع الحكم فإجابتها قدر زائد على مجرد الامتثال فإنها تدعو إلى المحبة والإجلال والمعرفة والحمد فالأمر يدعو إلى الامتثال وما تضمنه من الحكم والغايات تدعو إلى المعرفة والمحبة.
(فصلٌ في منزلة المحاسبة:
[*] (عناصر الفصل:
(تعريف المحاسبة:
(هل حاسبت نفسك يوماً ما:
(امقت نفسك في جنب الله:
(أقسام محاسبة النفس:
(القسم الأول: محاسبة النفس قبل العمل:
(القسم الثاني: محاسبة النفس بعد العمل:
(كيفية محاسبة النفس؟
(الأدلة على مشروعية المحاسبة:
(أهمية محاسبة النفس:
(مخاطرُ ترك المحاسبة:
(فوائد محاسبة النفس:
(أركان المحاسبة:
(الأسباب المعينة على محاسبة النفس:
ودونك تفصيل ذلك في إيجازٍ غير مُخِّل:
(تعريف المحاسبة:
(المحاسبة في اللغة: مصدر من حاسب يحاسب مأخوذ من حسب حسبتُ الشيء أحسبه حسباناً وحساباً إذا عددته والحساب والمحاسبة عدُّك الشيء.
فالحاصل أن العدّ هو معنى المحاسبة في اللغة، فكأنك إذا جئت تطبقه بالمعنى الاصطلاحي عدّ السيئات .. عدّ العيوب .. وهكذا ..
[*] عرّف الماوردي المحاسبة فقال: أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره فإن كان محموداً أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً استدركه إن أمكن وإن لم يمكن فيتبعها بالحسنات لتكفيرها وينتهي عن مثلها في المستقبل.