للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصبَرَ على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى ما في قلبه من ألم العشق كما يصبر المصاب عن ألم (١) المصيبة فإن هذا يكون ممن اتقى الله وصبر (٢).

وقال في موضع آخر: فإن الله أمر بالتقوى والصبر؛ فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرم الله، من نظر بعين، ومن لَفْظ بلسان، ومن حركة برجل.

والصبر أن يصبر عن شكوى ما به إلى غير الله؛ فإن هذا هو الصبر الجميل.

(وأما الكتمان فيراد به شيئان:

أحدهما: أن يكتم بثَّه وألمه، ولا يشكو إلى غير الله؛ فمتى شكى إلى غير الله نقص صبره.

وهذا أعلى الكتمانين، ولكن هذا لا يصبر عليه كلُّ أحد، بل كثير من الناس يشكو ما به، وهذا على وجهين: فإن شكى إلى طبيب يعرف طبَّ النفوس؛ ليعالج نفسه بعلاج الإيمان؛ فهو بمنزلة المستفتي، وهذا حسن.

وإن شكى إلى من يعينه على المحرم فهذا حرام، وإن شكى إلى غيره؛ لما في الشكوى من الراحة_كما أن المصاب يشكو مصيبته إلى الناس من غير أن يقصد تعلُّم ما ينفعه، ولا الاستعانة على معصيته فهذا ينقص صبره، لكن لا يأثم مطلقاً إلا إذا اقترن به ما يحرم، كالمصاب الذي يتسخط.

والثاني: أن يكتم ذلك فلا يتحدث به مع الناس؛ لما في ذلك من إظهار السوء والفحشاء؛ فإن النفوس إذا سمعت مثل هذا تحركت، وتشهَّت، وتمنت، وتتيمت.

والإنسان متى رأى، أو سمع، أو تخيَّل من يفعل ما يشتهيه كان ذلك داعياً إلى الفعل (٣).

هذا وسيأتي مزيد حديث عن العشق في الباب الثاني_إن شاء الله_.

[شروط التوبة الصادقة:]

فصل الخطاب في هذه شروط التوبة الصادقة أن للتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وإليك شروط التوبة الصادقة جملةً وتفصيلا:

(أولاً: شروط التوبة الصادقة جملةً:

(١) الإخلاص لله تعالى:

(٢) الإقلاع عن المعصية:

(٣) الاعتراف بالذنب:

(٤) الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي:

(٥) العزم على عدم العودة:

(٦) ردّ المظالم الى أهلها:

(٧) أن تصدر في زمن قبولها:

(ثانيا: شروط التوبة الصادقة تفصيلا:

(١) الإخلاص لله تعالى:


(١) هكذا وردت في الأصل ولعلها: على.
(٢) مجموع الفتاوى ١٠/ ١٣٣.
(٣) مجموع الفتاوى ١٤/ ٢٠٧_٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>