للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَقْدِمَة}: إن المقصود من ذكر سِيَرِ أصحاب الكتب الستة لتذكير طالب العلم بهذه الكتب لأنها عماد طالب العلم في الحديث بعد الله تعالى، فيجب عليه أن يتمسك بها وأن يعضَّ عليها بالنواجذ وأن يُقْبِلُ عليها إقبال الظامئ على المورد العذب، يستمد من نورها نوراً ومن ضيائها لمعاناً يضيئ له الطريق في الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، فليكن ذلك نُصب عينيك ومحط نظرك وقِبلة قلبك، فأبْصِرْ وَتعَلَم وإذا عَرفت الحقَ فالْزَم.

[سيرة البخاري رحمه الله:]

البخاري رحمه الله تعالى حافظ الإسلام، وإمام من أئمة الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى، من حلية الأولياء وأعلام النبلاء، الأضواء اللامعة والنجوم الساطعة، من الطبقة التي تلي تابعي التابعين:

[اسم البخاري ونسبه:]

هو محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، فجده

بردزبه ضبط اسمه بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكسر الدال المهملة

وسكون الزاي المعجمة وفتح الباء الموحدة بعدها هاء.

[*] قال الحافظ ابن حجر: "هذا هو المشهور في ضبطه، وتعنى كلمة بردزبه باللغة الفارسية الزراع كذا يقول أهل بخارى, وكان بردزبة

فارسيا على دين قومه" انتهى.

[متى وأين ولد الإمام البخاري رحمه الله:]

ولد رحمه الله في ولد البخاري في إحدى قرى خراسان، في بُخَارَى وهي من أعظم مدن ما وراء النهر بينها وبين سمرقند مسافة ثمانية أيام) في يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال سنة أربع وتسعين ومائة.

، عام ١٩٤ هجرية وينتمي البخاري بالولاء إلى قبيلة جعفة اليمنية، فقد أسلم جده المغيرة على يدي إسماعيل الجعفي والى خراسان، وكان أبوه إسماعيل من رجال الطبقة الرابعة من علماء الحديث، وهى الطبقة التي تلي تابعي التابعين، وتذكر كتب الحديث أن والد البخاري كان من الثقات، وقد كان له بالغ الأثر في توجيه الابن إلى الاهتمام بالسنة، بالرغم من انه مات والابن لا يزال في مرحلة الطفولة.

[*] مناقب البخاري رحمه الله:

كان البخاري رحمه الله تعالى من أئمة الهدى وأعلام التقى ومصابيح الدجى، من حلية الأولياء وأعلام النبلاء وحراس العقيدة وحماة السنة وأشياع الحق وأنصار دين الله عز وجل، حاملُ لواء السنة وناصرها وقامع البدعة ودامغها.

وهاك غَيْضٍ من فيض ونقطةٍ من بحر مما ورد في مناقبه رحمه الله تعالى:

(١) نشأة البخاري وبدؤه طلب العلم:

<<  <  ج: ص:  >  >>