معنى التزكية شرعا: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
قال تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكّاهَا)
قال ابن كثير في معنى قوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكّاهَا) من زكى نفسه بطاعة الله، وطهرها من الرذائل والأخلاق الدنيئة.
والتزكية دعوة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها). والحديث بتمامه كما يلي:
(حديث زيد ابن أرقم في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.
[*](قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في معرض حديثه عن أمراض القلوب وشفائها: «والزكاة في اللغة النماء والزيادة في الصلاح، يقال: زكا الشيء إذا نما في الصلاح، فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، كما يحتاج البدن أن يربَّى بالأغذية المصلحة له، ولا بدّ مع ذلك من منع ما يضرّه فلا ينمو البدن إلَّا بإعطائه ما ينفعه ومنع ما يضره، كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتم صلاحه إلا بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره، وكذلك الزرع لا يزكو إلا بهذا» اهـ «المجموع» (١٠/ ٩٦).
وقد ثبت في تفسير التزكية عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحديث الآتي:
(حديث عبد الله بن معاوية الغاضِري رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:«ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ ... وَزَكَّى نَفْسَهُ»، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال:«أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ.
[قضية التزكية:]
(قضية التزكية:
قضية التزكية أن ينفتح في القلب عين ترى بها أين أنت من الله؟ أين أنت في الطريق إلى الله؟ فالقضية ليست: أنك التزمت منذ كم سنة .. وطولت لحيتك .. وقدر مطالعاتك .. وإنما القضية ماذا فعل هذا في قلبك؟! «كيف يصل العمل إلى القلب؟!»
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين: