ويتضمن تزكية النفوس، فقد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. فاجتناب التكبر والرياء ومحاسبة النفس وترك الحسد وسوء الظن وذكر الموت.
(فصلٌ في منزلة التفكر:
[*] (عناصر الفصل:
(تعريف التفكر:
(أقسام التفكر:
(فضل التفكر:
(صورٌ مشرقة من تفكر الصحابة - رضي الله عنهم -:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غير مُخِّل:
(تعريف التفكر:
- التفكر لغة: مأخوذ من مادة- ف ك ر -التي تدل كما يقول ابن فارس رحمه الله من علماء اللغة: على تردد القلب في الشيء، يقال تفكر إذا ردد قلبه معتبراً، ولفظ التفكر مصدر، وفكر مصدرها التفكير، والفكر هو التأمل وإعمال الخاطر في الشيء، فالتفكر هو تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب ..
- أما التفكر شرعا:
[*] (قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة:
قال تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) [يونس: ١٠١]
إخواني ليس المراد بالنظر إلى ما في السموات والأرض ملاحظته بالبصر وإنما هو التفكر في قدرة الصانع.
[*](وأورد ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه التبصرة عن أم الدرداء رضي الله عنها أنها قالت تفكر لحظة خير من قيام ليلة وقيل لها ما كان أفضل عمل أبي الدرداء قالت التفكر، وقال ابن عباس ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة، وقال الحسن ما زال أهل العلم يعودون بالتفكر على التذكر وبالتذكر على التفكر ويناطقون القلوب حتى نطقت فإذا لها أسماع وأبصار فنطقت بالحكمة وضربت الأمثال، فأورثت العلم وقال الفكر مرآة تُريك حسناتك وسيئاتك وقال من لم يكن كلامه حكمة فهو لغو ومن لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو ومن لم يكن نظره اعتباراً فهو لهو.
(وقال أيضاً رحمه الله تعالى:
وجاء في تفسير قوله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ) [الأعراف: ١٤٦]
قال أمنع قلوبهم من التفكر في أمري وكان لقمان يجلس وحده ويقول طول الوحدة أفهم للتفكر وطول التفكر دليل على طريق الجنة، وقال وهب بن منبه ما طالت فكرة امرىءٍ قط إلا علم ولا علم إلا عمل، وبينما أبو شريح العابد يمشي جلس فتقنع بكسائه وجعل يبكي فقيل له ما يبكيك قال تفكرت في ذهاب عمري وقلة عملي واقتراب أجلي، وبينا داود الطائي في سطح داره في ليلة قمراء تفكر في ملكوت السموات والأرض فوقع إلى سطح جاره فلما أفاق قال ما علمت بذلك.