[*] يقول سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم شقرة - حفظه الله:(فرحم الله الشيخين الأنورين، فقد والله ما منيّت الأمة منذ عقود طويلة بمثل ما منيّت به من موتهما: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الزاهد، الداعية، دثار الحكمة ورواء التأويل. والشيخ محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر، ورافع لواء السنّة، وشمس الأمة، رحمهما الله، وأجزل لهما الأجر، ووفّانا نعمة الشكر على ما أبقينا فينا من بعدهما، ونعمة الصبر على مصابنا فيهما)(١)
ولله درُّ الشيخ د. عائض القرني في رثاءه للعلامة ابن باز رحمه الله حيث قال:
رحلت وأرواح الملايين تعصر ... وأجفاننا من حزن فقدك تمطر
كأنا يتامى بعد موتِكَ كلنا ... وكنت لنا نعم الإمام المدبر
بكتك العلا والدين والمجد والتقى ... وضجَّ لفراقكم كتاب ومنبر
إلى اين يا رمز السماحة والنُّهى ... إلى أين يا ذاك الثناء المعطر
دُعيتَ فلبيّتَ النداء مسافراً ... فكم أضحت الأيام بعدك تقصر
فلو أن هذا الموت يقبل فدية ... فديناك بالأرواح والأمر أيسر
عليك سلام الله ما اهتز شوقنا ... إليك ورضوان من الله أكبر
[مصنفات عبد العزيز بن باز وكتبه رحمه الله تعالى:]
لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بمؤلفات عديدة، قيمة في بابها، واضحة العبارات رصينة في أسلوبها، تطرق فيها إلى جوانب من العلوم الشرعية، والقضايا الاجتماعية، وذلك من أجل إبراء الذمة، ونصح الأمة، وبيان الحق لها، وتحذيرها من الباطل والضلال وأسبابهما، وكتب سماحته ومؤلفاته زاخرة بالعلم الشرعي، من الأدلة الواضحة من كتاب الله، وسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقوال الأئمة المرضيين من السلف الصالحين، ومن سار على نهجهم من أئمة الدين، فنجده - رحمه الله -قد كتب في العقيدة الإسلامية بأنواعها وأقسامها المختلفة، ونبه إلى البدع والمنكرات، وألف في الفقه وأصوله وقواعده، وفي العبادات والمعاملات والبيوع المحرمة، وكتب في الحديث وأصوله ومصطلحاته، وفي الأذكار وفوائدها.
(١) مقال رفعت الأقلام وجفت الصحف وقضى نحبه علم الأمة وشيخ السنّة الألباني - للشيخ محمد بن إبراهيم شقرة