ومن صفاته الحميدة، وفضائله الرشيدة، التي تميز بها سماحته ـ رحمه الله ـ على غيره من العلماء، صفة الحلم وسعة الصدر، ولا شك بل ولا ريب أن الحلم من أشرف الأخلاق، وأنبل الصفات، وأجمل ما يتصف به ذو العقول الناضجة والأفهام المستنيرة، وهو سبيل إلى كل غاية حميدة، وطريق المحب إلى كل نهاية سعيدة. ولقد بيَّن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منزلة الحليم، وما له من أجر وثواب عظيم عند الله، فقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأشج بن عبد القيس:(إن فيك خصلتين يحبهما الله الأناة والحلم (١) وبلوغ الحليم لمنزلة محبة الله ورسوله ليس بمستغرب، وذلك لأن الحلم هو سيد الفضائل، وأسّ الآداب، ومنبع الخيرات، ومصدر العقل، ودعامة العز، ومنبع الصبر والعفو.