وعلى قول الدمياطي أيضا: هو عربي أصيل، فالله أعلم.
والنيسابوري نسبة إلى بَلَدِه نيسابور من مدن خراسان.
قال ياقوت في معجم البلدان ٥/ ٣٣١: مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن الفضلاء، ومنبع العلماء لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها. اهـ.
وفي الإرشاد للخليلي ٢/ ٨٠٢: "نيسابور" قال هلال بن العلاء الرقي: شجرة العلم أصلها بالحجاز، ونقل ورقها إلى العراق، وثمرها إلى خراسان. اهـ.
وكل من رأيته ترجم لمسلم لا يجاوز في عد آبائه جده: كوشاذ، بل كثير منهم لم يذكر إلا جده مسلما، ولم أر من زاد على هذه التسمية.
كنية مسلم رحمه الله ولقبه:
كنيته أبو الحسين، ولم أجد له لقبا.
[مولد مسلم رحمه الله:]
اختلف أهل العلم في مولده:
القول الأول: قال الذهبي في العبر ٢/ ٢٣: إنه مات وله ستون سنة. فعليه تكون ولادته عام ٢٠١هـ؛ لأنه لا خلاف أنه توفي عام ٢٦١هـ، وأظن أن هذا القول من العلامة الذهبي تخمينا، لأنه ـ رحمه الله ـ قال في سير أعلام النبلاء ١٢/ ٥٨٠: توفي عن بضع وخمسين. اهـ.
وأما في تذكرة الحفاظ ٢/ ٥٩٠: فقال: يقال: إنه ولد سنة ٢٠٤ هـ. وبه جزم الحافظ ابن كثير في البداية ١١/ ٣٤ - ٣٥ ـ في وفيات سنة ٢٦١ه
قال: وكان مولده في السنة التي توفي فيها الشافعي، وهي سنة أربع ومائتين، فكان عمره سبعا وخمسين سنة.
وكذا قال ابن حجر في تقريب التهذيب ص٥٢٩: مات سنة إحدى وستين، وله سبع وخمسون سنة، وهذا القول الثاني.
والقول الثالث: قال ابن الصلاح في صيانة مسلم ص١٢١٦: مات مسلم ـ رحمه الله ـ سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور، وهذا مشهور لكن تاريخ مولده، ومقدار عمره كثيرا ما تطلب الطلاب علمه، فلا يجدونه، وقد وجدناه ـ ولله الحمد ـ فذكر الحاكم أبو عبد الله ابن البيع الحافظ في كتاب "المزكين لرواة الأخبار" أنه سمع أبا عبد الله ابن الأخرم الحافظ يقول: توفي مسلم بن الحجاج رحمه الله عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين، وهو ابن خمس وخمسين سنة، وهذا يتضمن أن مولده كان في سنة ست ومائتين، والله أعلم. وعنه النووي في شرح مسلم ١/ ١٢٣.