ومن ورعه أنه كان كثير التثبت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمور الفتوى يقول: انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحرير الدقيق للمسائل الفقهية.
كان رحمه الله يستمع إلى شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر استطاعته وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات تحفيظ القرآن بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية اجتماعية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
[*] وهاك بعض صور عظيم خلقه ودينه رحمه الله:
(١) كراهيته للمدح رحمه الله:
(١) في لقاءات الشيخ رحمه الله في بيته كل خميس قبل الظهر، كان الشيخ رحمه الله يبدأ اللقاء بتفسير آيات من القرآن الكريم، وقد رأى أن يبدأ من الأجزاء الأخيرة لكثرة قراءتها واستماعها من الناس، ثم يفسح المجال لكل زائر بسؤال واحد.
وفي بعض تلك اللقاءات - والتي جمعت مادتها بما عرف بـ " الباب المفتوح " - استأذن بعض الشباب بقراءة أبيات من الشِّعر نظمها في مدح الشيخ رحمه الله، وقد قاطعه الشيخ مراراً معترضاً على مدحه وطلب تغيير تلك الكلمات التي يُمدح فيها الشيخ، وكلما سمع مدحاً اعترض وقاطع وأوقف الطالب، حتى قال الطالب: لا يصلح هذا يا شيخ! إما أن أقرأ ما كتبتُ أو أتوقف! قال الشيخ: توقف أحب إليَّ!! ولم يرض رحمه الله بهذا المديح.
والقصة حين تسمعها مباشرة في الشريط تتأثر من خُلُق الشيخ وعظيم دينه، وقد كُتبت الحادثة فيما جمع من تلك اللقاءات، فكانت هذه الحادثة على هذا النحو:
الطالب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد يا فضيلة الشيخ: أستاذنكم في قصيدة أتلوها:
يا أمتي إن هذا الليل يعقبه ... فجر وأنواره في الأرض تنتشر
والخيرُ مُرتقبٌ والفتحُ منتظرٌ ... والحق رغم جهود الشر منتشر
ب ... بصحوةٍ باركَ الباري مسيرتها ... نقية ما بها شوب ولا كدر
ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا ... بمثله يرتجى التأييد والظفر
فقال الشيخ رحمه الله تعالى:
أنا لا أوافق على هذا المدح لأني لا أحب أن يربط الحق بالأشخاص، كل شخص يأتي ويذهب، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص، معناه أن الإنسان إذا مات قد ييأس الناس من بعده.
فأقول: إذا كان بإمكانك أن تغير البيت الأخير بقولك: