ما دام منهاجنا نهج الأولى سلفوا ... بمثلها يرتجى التأييد والظفر
فهذا طيب.
أنا أنصحكم من الآن وبعد الآن ألاّ تجعلوا الحق مربوطا بالرجال:
أولا ً: لأنهم قد يضلون، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول: من كان مستنا فليستن بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
ثانياً: أنه سيموت، ليس فينا أحدٌ يبقى أبداً! (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مّتّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) [الأنبياء: ٣٤].
وثالثاً: أنه ربما يغتر إذا رأى الناس يبجِّلونه ويكرمونه ويلتفون حوله ربما ظن أنه معصوم ويدَّعي لنفسه العصمة وأن كل شيء يفعله فهو حق، وكل طريق يسلكه فهو مشروع، ولا شك أنه يحصل بذلك هلاكه، ولهذا امتدح رجل رجلا عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال له: " ويحك، قطعت عنق صاحبك ".
وأنا أشكر الأخ على ما يبديه من الشعور نحوي وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر، ولكن لا أحب المديح.
" لقاء الباب المفتوح " / اللقاء السابع والأربعون / السؤال ١١٤٨.
قلت: فلعلَّ في هذا عبرة لمحبي الشهرة والباحثين عن مديح الناس وهم لا يستحقونه! أن يروا هذا الإمام الذي يستحق المدح كيف يقابله!
(٢) حلم محمد بن صالح العثيمين على من سفه عليه رحمه الله تعالى:
كان الشيخ محمد بن صالح العثيمين على من سفه عليه رحمه الله تعالى مثلاً أعلى للعالم الحليم، إن تكلم تكلم بعلم، وإن سكت سكت بحلم.
وتمعن في هذا الموقف الدالة على حلمة رحمه الله:
(١) في إحدى عمرات الشيخ كان قد أدى العمرة مع جمع من أصحابه وقد سكنوا جميعاً في مسكن واحدٍ، وفي أثناء رجوعهم من المسجد الحرام إلى المسكن مرَّ الشيخ رحمه الله مع مَن معه على مجموعة من الشباب اللاهي وهم يلعبون " كرة القدم "! فوقف الشيخ بينهم ينصحهم ويوجههم للصلاة، فكان أن قابل أولئك الشباب الشيخَ بشيء من اللامبالاة والاستهزاء! فطلب الشيخ ممن معه أن يذهب إلى السكن ويبقى وحده مع أولئك الشباب!
فكان أن حصل للشيخ ما أراده، فلما رأى الشباب أن الشيخ مصرٌّ على البقاء ليذهبوا معه للصلاة سبَّ عليه واحدٌ منهم سبّاً مقذعاً بكلمات قبيحة نابية!
وقد فعل ذلك حتى لا يجعل مجالاً للشيخ في أن يبقى بينهم، وهم - بطبيعة الحال - لا يعرفون أن هذا هو الشيخ ابن عثيمين!