وأخرج أيضاً عن مالك بن أوس بن الحَدَثان رضي الله عنه في قصة ذكرها قال: ثم تلا: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآء وَالْمَسَاكِينِ}(التوبة: ٦٠) ـ إلى الآية ـ، فقال: هذه لهؤلاء، ثم تلا:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مّن شَىْء فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ}(الأنفال: ٤١) ـ إلى آخر الآية ـ، ثم قال: هذ لهؤلاء، ثم تلا:{مَّآ أَفَآء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} ـ إلى آخر الآية ـ، ثم قرأ:{لِلْفُقَرَآء الْمُهَاجِرِينَ} ـ إلى آخر الآية ـ، ثم قال: هؤلاء المهاجرون، ثم تلا:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} ـ إلى آخر الآية ـ، فقال: هؤلاء الأنصار، قال: وقال: {والذين جاؤوا من بعدم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} ـ إلى آخر الآية ـ. قال: فهذه إستوعبت الناس، ولم يبق أحد من المسلمين إلا وله في هذا المال حق إلا ما تملكون من رقيقكم، فإن أعِشْ ـ إن شاء الله ـ لم يبقَ أحد من المسلمين إلا سيأتيه حقُّه حتى الراعي بسروِ حمير يأتيه حقه ولم يعرق فيه جبينه. وأخرجه أيضاً ابن جرير عن مالك بن أوس نحوه، كما في التفسير لابن كثير.
(٢٧) كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقافاً عند حدود الله تعالى:
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حُمَيد والخرائطي عن المِسْور بن مَخْرَمة عن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس مع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ ليلةً المدينة، فبينما هم يمشون شبَّ لهم سراج في بيت، فانطلقوا يؤمونه، فلما دنوا منه إذاباب مُجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولَغَط. فقال عمر ـ وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف ـ: أتدري بيت من هذا؟ قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خَلَف وهم الآن شَرْب فما ترى؟ قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه، قال الله:{وَلاَ تَجَسَّسُواْ}(سورة الحجرات: الآية: ١٢) فقد تجسسنا فانصرف عنهم عمر رضي الله عنه وتركهم.
قصة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع رجل ومع جماعة في هذا الشأن: