[*] • أورد الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ذم الهوى عن عبد الله بن أبي عثمان قال كان عبد الله بن عمر اعتق جاريته التي يقال لها رميثة وقال إني سمعت الله قال في كتابه (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ) [آل عمران: ٩٢] وإني والله إن كنت لأحبك في الدنيا اذهبي فأنت لوجه الله.
[باب استحضار سنة الجزاء من جنس العمل:]
{تنبيه}:• اعلم رحمك الله تعالى أن من أنفعِ الدروس في تزكية النفوس «استحضار سنة الجزاء من جنس العمل» لأنه بمثابة حافز للإنسان على فعل الخير ورادعاً له عن الشر، لأنه يضع نصب عينيه أن الجزاء من جنس العمل إن خيراً فخير وإن شراً فشر، فمن زرع خيراً حصد خيراً، ومن زرع الشوك لا يجني عنباً.
[*] • عناصر الفصل:
• أثر استحضار قاعدة الجزاء من جنس العمل في ترقيق القلب:
• تأصيل سنة الجزاء من جنس العمل:
• الأدلة على سنة الجزاء من جنس العمل:
• الثواب والعقاب من جنس العمل:
• العقوبات في الجنايات الواقعة بين الناس من جنسها:
• أروع القصص للجزاء من جنس العمل:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:
• أثر استحضار قاعدة الجزاء من جنس العمل في ترقيق القلب:
إن الله عز وجل قد أودع هذا الكون «سننا ثابتة لا تتغير ولا تتبدل»، يُنسج على منوالها نظام هذه الحياة، فالعاقل اللبيب من يساير سنن الله ولا يصادمها، ومن أَجَلِّ هذه القواعد والسنن العظيمة أن الجزاء من جنس العمل.
فجزاء العامل من جنس عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر: (جَزَاءً وِفَاقاً) (النبأ:٢٦)، فمن زرع خيراً حصد خيراً، ومن زرع الشوك لا يجني عنباً.
ولو وضعنا هذه القاعدة نصب أعيننا لزجرتنا عن كثير من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
(حديث أبي ذر رضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: كما لا يُجْتَنَى من الشوك العنب كذلك كذلك لا يُنْزَلُ الفُجَارُ مَنَازِلَ الأبرار، وهما طريقان فأيهما أخذتم أدركتم إليه.
{تنبيه}:• إن العلم بهذه القاعدة هو في المقام الأول دافعٌ للأعمال الصالحة، رادعٌ عن الظلم، زاجر للظالمين ومواس للمظلومين.