قال تعالى: (مُتّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنّتَيْنِ دَانٍ) [الرحمن: ٥٤]
وقال تعالى: (وَفُرُشٍ مّرْفُوعَةٍ) [الواقعة: ٣٤] فوصف الفرش بكونها مبطنة بالإستبرق وهذا يدل على أمرين أحدهما أن ظهائرها أعلى وأحسن من بطائنها لأن بطائنها للارض وظهائرها للجمال والزينة والمباشرة، قال سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن ابي هبيرة ابن مريم عن عبد الله في قوله بطائنها من إستبرق قال هذه البطائن قد خبرتم بها فكيف بالظهائر الثاني يدل على أنها فرش عالية لها سمك وحشو بين البطانة والظهارة.
(بُسُطُ أهل الجنة وزرابيهم:
قال تعالى: (مُتّكِئِينَ عَلَىَ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيّ حِسَانٍ) [الرحمن: ٧٦]
وقال تعالى: (فِيهَا سُرُرٌ مّرْفُوعَةٌ *وَأَكْوَابٌ مّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيّ مَبْثُوثَةٌ) [الغاشية ١٣: ١٦]
وذكر هشام عن أبي بشر عن سعد بن جبير قال الرفرف رياض الجنة والعبقري عتاق الزرابي وذكر إسماعيل بن علية عن أبي رجاء عن الحسن في قوله تعالى (مُتّكِئِينَ عَلَىَ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيّ حِسَانٍ) قال هي البسط قال وأهل المدينة يقولون هي البسط، وأما النمارق فقال الواحدي هي الوسائد في قول الجميع.
فيكون المعنى (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ): وسائد مصفوفة.
وزرابي بمعنى البسط والطنافس وأحدها زريبة في قول جميع أهل اللغة والتعبير ومبثوثة مبسوطة منشورة.
[خيام أهل الجنة وسررهم وأرائكهم وبشخاناتهم:]
قال تعالى: (حُورٌ مّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) [الرحمن: ٧٢]
(حديث أبي موسى رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن للمؤمن في الجنة لخيمةٌ من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا.
وهذه الخيم غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بسنده عن أبي سليمان قال: ينشأ خلق الحور العين إنشاءا، فإذا تكامل خلقهن ضربت عليهم الملائكة الخيام.
وقال بعضهم لمَّا كنَّ أبكارا وعادة البِكْرِ أن تكون مقصورة في خِدْرِهَا حتى يأخذها بعلها أنشأ الله تعالى الحور وقصرهن في خدور الخيام حتى يجمع بينهن وبين أوليائه في الجنة.