[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن إبراهيم بن هشام، حدثني أبي، عن جدي، قال: بينا عمر بن عبد العزيز يسير يوماً في سوق حمص، فقام إليه رجل عليه بردان قطريان، فقال: يا أمير المؤمنين أمرت من كان مظلوماً أن يأتيك؟ قال: نعم، قال: فقد أتاك مظلوم بعيد الدار. فقال له عمر: وأين أهلك؟ قال: بعدن أبين، قال عمر: والله إن أهلك من أهل عمر لبعيد. فنزل عن دابته في موضعه فقال: ما ظلامتك؟ قال: ضيعة لي وثب عليها واثب فانتزعها مني. فكتب إلى عروة بن محمد يأمره أن يسمع من بينته فاثبت له حق دفعه إليه وختم كتابه. فلما أراد الرجل القيام، قال له عمر: على رسلك إنك قد أتيتنا من بلد بعيد، فكم نفد لك زاد، أو نفقت لك راحلة؟ وأخلق لك ثوب. فحسب ذلك فبلغ أحد عشر ديناراً، فدفعهما عمر إليه.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن عن طلحة ابن عبد الملك الأيلي، قال: دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وعنده أيوب ابنه ـ وهو يومئذ ولى عهده قد عقد له من بعده ـ فجاء إنسان يطلب ميراثاً من بعض نساء الخلفاء، فقال سليمان: ما أخال النساء يرثن في العقار شيئاً. فقال عمر بن عبد العزيز: سبحان الله، وأين كتاب الله؟ فقال: يا غلام اذهب فأتني بسجل عبد الملك بن مروان الذي كتب في ذلك، فقال له عمر: لكأنك أرسلت إلى المصحف، قال أيوب: والله ليوشكن الرجل يتكلم بمثل هذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى تفارقه رأسه، فقال عمر: إذا أفضى الأمر إليك وإلى مثلك، فما يدخل على هؤلاء أشد مما خشيت أن يصيبهم من هذا، فقال سليمان: مه، ألأبي حفص تقول هذا؟ قال عمر: والله لئن كان جهل علينا يا أمير المؤمنين ما حملنا عنه.
[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الأوزاعي، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد كتاباً فيه: وقسم لك أبوك الخمس كله وإنما لك سهم أبيك كسهم رجل من المسلمين، وفيه حق الله والرسول وذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فما أكثر خصماء أبيك يوم القيامة، فكيف ينجو من كثر خصماؤه؟ وإظهارك المعازف والمزامير بدعة في الإسلام، لقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك جمة السوء، قال: وكان عمر بن عبد العزيز يجعل كل يوم درهماً من خاصة ماله في طعام المسلمين ثم يأكل معهم.
(٧) سعة علم عمر بن عبد العزيز ومتابعته للكتاب والسنة: