ومن ههنا فهم عمر وابن عباس رضي الله عنهم أن هذا أجَلُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلمه به فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه «فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك ولم يبق عليك شيء فاجعل خاتمته الاستغفار» كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
(الأسباب المعينة على محاسبة النفس:
هناك أسباب تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك منها:
(١) معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استرح من ذلك غداً، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً.
(٢) معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل.
(٣) النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث.
(٤) صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم.
(٥) النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.
(٦) زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدرك ما فاتهم.
(٧) حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.
(٨) قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات.
(٩) البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه.
(١٠) ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير.
(١١) سوء الظن بالنفس ومقتها في جنب الله تعالى، فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس، وربما رأى الإنسان ـ بسب حسن ظنه بنفسه ـ عيوبه ومساوئه كمالاً.
(فصلٌ في منزلة التوبة:
[*] (عناصر الفصل:
(تعريف التوبة:
(الفرق بين التوبة والاستغفار:
(العلاقة بين المحاسبة والتوبة:
(ذم تسويف التوبة:
(كلنا ذوو خطأ:
(أين طريق النجاة؟
(الترغيب في التوبة:
(حاجتنا إلى التوبة على الدوام:
(باب التوبة مفتوح:
(أجناس الذنوب التي يُتَابُ منها:
(تقسيم الذنوب:
(كيف ينظر الإنسان إلى الذنب:
(ماهية الصغائر والكبائر:
(خطر الاستهانة بالصغائر:
(الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب:
(كيفية التوبة؟
(كيفية التوبة من بعض الكبائر الشائعة:
(شروط التوبة الصادقة: