وعن نوفل بن اياس الهذلي قال كان عبد الرحمن لنا جليساً وكان نعم الجليس - لأنه دائما يذكرهم بالله جل في علاه ويذكرهم بحديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: كان لنا جليساً وكان نعم الجليس وإنه انقلب بنا يوماً حتى دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا وأتينا بصحفة فيها خبز ولحم فلما وُضعت بكى عبد الرحمن بن عوف، فقلنا له يا أبا محمد ما يُبكيك؟ فقال: هلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني مات - ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ولا أرانا إلا عُجلت لنا طيباتنا في هذه الحياة الدنيا. فليخشى كل امرئ فُتحت عليه الدنيا أن الله جل في علاه إن لم يرى في هذا المال حقه فإن الله جل وعلا قد استدرجه بهذا المال.
[(٤) تواضع عبد الرحمن بن عوف:]
وعن سعيد بن حسين قال كان عبد الرحمن بن عوف لا يُعرف من بين عبيده، لأنه كان متواضعاً كأنه مثل الرقيق يحمل كما يحملون يأكل كما يأكلون يسير كما يسيرون. والتواضع سمة الصالحين المتقين المؤمنون.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن سعد بن الحسن قال كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده.
(٥) كان عبد الرحمن بن عوف تاجراً موفقاً:
كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال: {لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا}. كذا في البداية
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن بن عبد البر كان مجدودا في التجارة خلف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومئةفرس وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا.
قال الذهبي رحمه الله:
قلت هذا هو الغني الشاكر وأويس فقير صابر وأبو ذر أو أبو عبيدة زاهد عفيف.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أنس قال رأيت عبد الرحمن بن عوف قسم لكل امرأة من نسائه بعد موته مئة ألف.
[*] أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابن سيرين قال اقتسمن ثمنهن ثلاث مئة ألف وعشرين ألفا.
{تنبيه}: وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف، وهذا ما نراه حين آخى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: {أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها}.
فقال عبد الرحمن: {بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق} وخرج إلى السوق فاشترى وباع وربح٠٠