قربه من بيوت أمهات المؤمنين، فكان ذلك داعيًا لأن يتعلم منهنَّ.
ثانياً: لزومه حلقة ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ، فقد أخذ عنه الفقه والحديث والتفسير والقراءات واللغة.
ثالثاً: ولوعه بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ فقد راعه فيه صلابته في الدين وإحسانه في العبادة، وزهده في الدنيا، وقوته في الفصاحة والبيان.
من روى عنهم:
رابعاً: تتلمذ الحسن على يدي كبارالصحابة في مسجد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل: عثمان بن عفان، وعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأبي موسى الأشعري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر.
ثم انتقل الحسن إلى البصرة مع والديه عندما بلغ أربعة عشر عاما واستقر بالبصرة مع أسرته وكانت البصرة آنذاك من أكبر قلاع العلم وكان مسجدها العظيم يموج بمن دخلها من كبار الصحابة رضي الله عنهم لا سيما عبد الله بن عباس الذي لازمه الحسن وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات.
أخذ الحسن عن غير عبد الله بن عباس من الصحابة الفقه واللغة والأدب حتى صار من أعلم أهل زمانه.
التف الناس حوله وذاع صيته وعلت شهرته وأحبه الناس حبا شديدا.
وقد روى الحسن رضي الله عنه عن عدد كبير من صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن هؤلاء: عمران بن حصين، والمغيرة، وعبد الرحمن بن سمرة، والنعمان بن بشير، وجابر، وابن عباس، وابن سريع، وأنس، كما رأى عثمان وطلحة، وكان يحدث هو فيقول أنه أدرك سبعين بدريًا.
[وفاة الحسن البصري رحمه الله تعالى:]
في العام العاشر بعد المائة الأولى وفي غرة رجب ليلة الجمعة وافقت المنية الحسن رضي الله عنه، فلما شاع الخبر بين الناس ارتجت البصرة كلها رجًا لموته رضي الله عنه، فغسل وكفن، وصلى عليه في الجامع الذي قضى عمره فيه؛ داعيًا ومعلمًا وواعظًا، ثم تبع الناس جنازته بعد صلاة الجمعة، فاشتغل الناس في دفنه ولم تقم صلاة العصر في البصرة لانشغال الناس بدفنه، رحم الله أبا سعيد، وتقبله في الصالحين، وجمعنا الله به في دار كرامته.
سيرة سعيد بن المسيَّب رحمه الله:
هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، كنيته أبو محمد، هو سيد التابعين وقدوة السلف، فقيه الفقهاء السبعة، جبل العلم، وآية الحفظ، الشيخ الكامل، والعالم العامل، الزاهد العابد، الإمام القلم العلامة.