بعد وفاة الإمام محمد عبد الوهاب رحمه الله ظلت الدعوة السلفيّة المباركة تنمو ويتسع نفوذها ويزداد أتباعها، وبلغ نفوذها أقصاه، وامتد سلطانها كل الجزيرة العربية، وحينئذ شعرت الدولة العثمانية بالخطر يقترب منها، وأن الحجاز يوشك ـ في ظل هذه الدعوة الفتية ـ أن يخرج من قبضتها، وهو أمر في غاية الخطورة والحساسية بالنسبة للدولة العثمانية، فالحجاز يمثل السيادة الروحية على العالم الإسلامي كله؛ نظرًا لوجود الحرمين الشريفين فيه، وفقده يعني زوال تلك السلطة الروحية والسيادة والزعامة الدينية التي يتمتع بها الخلفاء العثمانيون.
فاستنجد العثمانيون بمحمد علي باشا ـ والي مصر ـ وطلبوا منه تجهيز جيش لمحاربة تلك الدعوة وأتباعها، وبعد عدة معارك تمكن " محمد علي باشا " عليّه من الله ما يستحق، من قتل وأسر وتشتيت ـ الدعوة السلفيّة المباركة ـ في ذلك الوقت ولكن (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)[الطلاق: ٣]
وبالرغم من تلك الهجمة الشرسة التي قام بها أولئك الحاقدون على الدعوة الصحيحة النابعة من كتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلا أن الله عز وجل كتب لتلك الدعوة المباركة الانتشار والتأييد من جديد، فانتشرت في كثير من الأقطار الإسلامية: كالهند، والجزائر، واليمن، والحجاز من جديد وتأثر بها الكثير من المخلصين لله، والساعين لنشر سنة محمد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مصر، والأردن، وفلسطين، بل امتدت إلى المسلمين في الغرب وروسيا البيضاء، وأوربا، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني خير مثال على انتشار هذه الدعوة المباركة.
وما تزال دعوة السلف الصالح تجتذب المزيد من الأتباع والأنصار كل يوم في مواجهة ذلك الطوفان الهائل من البدع والخرافات والتغريب.
[وفاة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:]
وفي يوم الإثنين نهاية ربيع الآخر (١٢٠٦هـ = ١٧٩٢م) توفي الإمام المجدد وشيخ الإسلام المُوحد والعالم الجهبذ "محمد بن عبد الوهاب" بعد أن قويت دعوته، وانتشرت بين القبائل.
فرحمه الله رحمةً واسعة، وقدس روحه وطيب ثراه، آمين.
[سيرة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:]
[اسم محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى:]
هو الإمام العلامة والبحر الفهامة سماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب التميمي.