ولا تنسى أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانوا يدعوا بصلاح الدنيا وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
((حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) قال كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير و اجعل الموت راحة لي من كل شر.
(أورد الماوردي رحمه الله تعالى في أدب الدين والدنيا أن رجلاً ذَمَّ الدُّنْيَا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - فَقَالَ رضي الله عنه: الدُّنْيَا دَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ نَجَاةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا.
(هذا هو الباب الخامس من كتاب الآداب والذي يتضمن أدب النفس التي يجب على طالب العلم أن يتحلى بها سيراً على منهج السلف الصالح حيث كان يتعلمون الأدب مع العلم لأن العلم بلا أدب يجني على صاحبه ويهلكه، وإذا تعلم المسلم الأدب نشأ متحلياً بالفضائل متخلياً عن الرذائل متأسياً بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.