(حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة) قال: " أتت عجوز إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال: يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز قال: فولت تبكي فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهى عجوز إن الله تعالى يقول " إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً. عُرُباً أَتْرَاباً "
{تنبيه}: ومما يجب اجتنابه في المزح أن لا يأخذ متاع أخيه على سبيل المزاح، وكذلك يحرم عليه أن يروِّع أخيه على سبيل المزح.
[(١٠) مطالعة سير الزاهدين وبخاصة سيرة النبي وأصحابه:]
إن الهممَ لَتَخْمُدُ, وإن الرياح لَتَسْكُنُ, وإن النفوس ليعتريها الملل, وينتابها الفتور، وإن سِيَرَ العظماء لمن أعظم ما يُذكي الأُوار, ويبعث الهمم, ويرتقي بالعقول, ويوحي بالاقتداء.
وكم من الناس من أقبل على الجد, وتداعى إلى العمل, وانبعث إلى معالي الأمور, وترقى في مدارج الكمالات _ بسبب حكاية قرأها, أو حادثة رُويت له.
هذا وإن من أعظم المقاصد لرواية تلك السير والتراجم بيانَ الجوانب المشرقة _وما أكثرها_ من سير عظمائنا, والتنويهَ بما لهم من أعمال جليلة, وأياد بيضاء, وإيقاظ الهمم وحفزها, والارتقاء بالأخلاق وتقويم عوجها, وتزويدَ القارئ بشيء من خلاصات التجارب, وقرائح الأفهام وإطلاعه على التطبيق العملي للزهد من خلالهم.
ويتضمن هذا الموضوع ستة محاور رئسية هي:
أولاً: زهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
ثانياً: نماذج من سير الزاهدين من الصحابة رضوان الله عليهم:
ثالثاً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة التابعين رحمهم الله تعالى:
رابعاً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة تابعي التابعين رحمهم الله تعالى:
خامساً: نماذج من سير الزاهدين من أئمة الحديث أصحاب الكتب الستة.
سادساً: نماذج من سير الزاهدين من المُجَدِدين المتأخرين:
- أولاً: مطالعة زهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
من طالع حياة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سيد الأولين والآخرين علم أنه سيد الزاهدين وإمام العابدين و علم كيف كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، وما شبع من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض، وكان لربما ظل اليوم يتلوى لا يجد من الدقل [ردئ التمر] ما يملأ بطنه.