أما نساء الجنة فأعظم بجمالهن, فإنهن محورات العيون ملألآت الخدود, تكسوهن النضرة, ويملؤهن الجمال, أخاذات بنظراتهن, ساحرات بحسنهن, قاصرات بطرفهن، قد تمازج بياض عيونهن بالسواد, وبياض أبدانهن بالنعومة، فهيا بنا نتعرف على نساء الجنة .. ونلمح شيئا ًمن جمالهن وحسنهن, ورقتهن وحور عيونهن، فرُبَّ متفكر في حور الجنة صرعه تفكيره .. فلم يزل يتقلب بين منازل التوبة والتقرب إلى الله حتى لاقاه الله بهن في نعيمه المقيم وأنعم به من لقى، و لقد وصف الله تعالى الحور العين بأوصافٍ عظيمة تجعل كلَ مُشَمِّرٍ للجنة تشرئب عُنُقُه طلباً لها ومن هذه الأوصاف ما يلي:
فتأمل جلالة المبشر ومنزلته وصدقه وعظمة من أرسله إليك بهذه البشارة وقدر ما بشرك به وضمنه لك على أسهل شيء عليك وأيسره وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات وما فيها من الأنهار والثمار ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ونعيم القلب وقرة العين بمعرفة دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه، والأزواج جمع زوج والمرأة زوج للرجل وهو زوجها هذا هو الأفصح وهو لغة قريش وبها نزل القرآن كقوله تعالى:(وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنّةَ)[البقرة: ٣٥] ومن العرب من يقول زوجة وهو نادر لا يكادون يقولونه،
(وأما المطهرة «من طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا» وطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة وطهر لسانها من الفحش والبذاء، وطهر طرفُها من أن تطمح به إلى غير زوجها وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ.
[*] (قال ابن عباس رضي الله عنهما: مطهرة لا يحضن ولا يحدثن ولا يتنخمن، وقال ابن عباس أيضا مطهرة من القذر والأذى.
وقال مجاهد: لا يبلن ولا يتغوطن ولا يمذين ولا يمنين ولا يحضن ولا يبصقن ولا يتنخمن ولا يلدن.
وقال قتادة: مطهرة من الإثم والأذى طهرهن الله سبحانه من كل بول وغائط وقذر ومأثم.