(٢) حورٌ عين:
قال تعالى: (وَزَوّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) [الدخان: ٥٤]
فجمع لهم بين حسن المنزل وحصول الأمن من كل مكروه واشتماله على الثمار والأنهار وحسن اللباس وكمال العشرة لمقابلة بعضهم بعضا وتمام اللذة بالحور العين ودعائهم بجميع أنواع الفاكهة مع أمنهم من انقطاعها ومضرتها وغائلتها وختام ذلك أعلمهم بأنهم لا يذوقون فيها هناك موتاً.
مسألة: ما معنى الحور العين؟
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح:
الحور جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين وقال زيد بن أسلم الحوراء التي يحار فيها الطرف.
وعين: حسان الأعين قال القرطبي: العين جمع عيناء, وهي الواسعة العظيمة العينين (١).
وقوله (زوجناهم) يفهم منها معنيان: الأول: جعلناهم أزواجاً اثنين اثنين.
الثاني: قرناهم بهن, وليس من عقد التزويج، لأن العرب تقول: تزوجتها , ولا تقول: تزوجت بها, وقيل: بل هي لغة تميم فهم يقولون: تزوجت بامرأة.
والظاهر- والله أعلم- أن الآية تحمل المعنيين معًا, فلفظ التزويج يدل على النكاح, و (الباء) تدلُّ على الاقتران والضم, وهذا أبلغ من حذفها.
(٣) قَاصِرَاتُ الطّرْفِ:
وقال تعالى: (فِيهِنّ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * كَأَنّهُنّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن ٥٦: ٥٨] وصفهن سبحانه بقصر الطرف في ثلاثة مواضع:
أحدها هذا الموضع.
والثاني: قوله تعالى في الصافات: (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ عِينٌ) [الصافات: ٤٨]
والثالث: قوله تعالى في ص: (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطّرْفِ أَتْرَابٌ) [ص: ٥٢]
والمفسرون كلهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى.
[*] (أورد ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح عن الحسن قال قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات وقال منصور عن مجاهد قصرن أبصارهن وقلوبهن و أنفسهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم.
مسألة: ما معنى أتراب؟
قال ابن عباس وسائر المفسرين: مستويات على سن واحد وميلاد واحد وبنات ثلاث وثلاثين سنة.
وقال مجاهد: أتراب أمثال.
(٤) لَمْ يَطْمِثْهُنّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ:
(١) - تفسير القرطبي: (١٦/ ١٢٠)