(في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما أي أن الكافل في الجنة مع النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا أن درجته لا تبلغ بل تقارب درجته وفي الإشارة إشارة إلى أن بين درجته والكافل قدر تفاوت ما بين المشار به ويحتمل أن المراد قرب المنزلة حال دخول الجنة أو المراد في سرعة الدخول وذلك لما فيه من حسن الخلافة للأبوين ورحمة الصغير وذلك مقصود عظيم في الشريعة ومناسبة التشبيه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم شأنه أن يبعث لقوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً ومرشداً لهم ومعلماً وكافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل فيرشده ويعقله وهذا تنويه عظيم بفضل قبول وصية من يوصى إليه ومحل كراهة الدخول في الوصايا أن يخاف تهمة أو ضعفاً عن القيام بحقها.
(٣٧) اغتنام العمل في أيام عشر ذي الحجة:
(حديث ابن عباس الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:(ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُ إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهادُ في سبيل الله إلا أحدُ خرج يجاهد بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.
[باب البكاء من خشية الله:]
[*] • عناصر الباب:
• كيفية اكتساب البكاء من خشية الله:
• نماذج من بكاء السلف من خشية الله:
• استحباب إخفاء البكاء:
وهاك تفصيل ذلك في إيجازٍ غيرِ مُخِّل:
• كيفية اكتساب البكاء من خشية الله:
مسألة: لو قال قائل أنا رجل لي عين لا تدمع فكيف أجعلها تدمع من خشيه الله؟
الجواب:
فصل الخطاب في هذه المسألة أن المسلم يستطيع أن يكتسب البكاء من خشية الله، وذلك من خلال الأمور الآتية:
(١) استشعار الخوف من الله تعالى:
إن هذا البكاءُ ثمرةُ العلمِ النافع، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى:(وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ)[الإسراء/١٠٩]