للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجعلن ذاك حلالا * تنج من حر السعير

وأنا ما اسطعت هدا * ك الله عن دار الأمير

لا تزرها واجتنبها * إنها شر مزور

توهن الدين وتد * نيك من الحواب الكبير

قبل أن تسقط * يا مغرور في حفرة بير

وارض يا ويحك من * دنياك بالقوت اليسير

إنها دار بلاء * وزوال وغرور

ماترى قد صرعت * قبلك أصحاب القصور

كم ببطن الأرض من * ثاو شريف ووزير

وصغير الشأن عبد * خامل الذكر حقير

لو تصفحت وجو * ه القوم في يوم نضير

لم تميزهم ولم * تعرف غنيا من فقير

خمدوا فالقوم صرعى * تحت أشقاق الصخور

واستووا عند مليك * بمساويهم خبير

احذر الصرعة يا * مسكين من دهر عثور

أين فرعون وها * مان ونمرود النسور

أو ما تخشاه أن * يرميك بالموت المبير

أو ما تحذر من * يوم عبوس قمطرير

اقمطر الشر فيه * بعذاب الزمهرير

قال فغشي على الفضيل فرد ذلك ولم يأخذه

ولابن المبارك:

جربت نفسي فما وجدتها لها * من بعد تقوى الإله كالأدب

في كل حالاتها وإن كرهت * أفضل من صمتها عن الكذب

أو غيبة الناس إن عيبتهم * حرمها ذو الجلال في الكتب

قلت لها طائعا وأكرهها * الحلم والعلم زين ذي الحسب

إن كان من فضة كلامك يا * نفس فإن السكوت من ذهب

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي العباس السراج قال: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك:

أبإذن نزلت بي يا مشيب * أي عيش وقد نزلت يطيب

وكفى الشيب واعظا غير أني * آمل العيش والممات قريب

وكم أنادي الشباب إذ بان * مني وندائي موليا ما يجيب

وبه

ياعائب الفقر ألا تزدجر * عيب الغنى أكثر لو تعتبر

من شرف الفقر ومن فضله * على الغنى لو صح منك النظر

أنك تعصي لتنال الغنى * وليس تعصي الله كي تفتقر

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حبان بن موسى قال: سمعت ابن المبارك ينشد

كيف القرار وكيف يهدأ مسلم * والمسلمات مع العدو المعتدي

الضاربات خدودهن برنة * الداعيات نبيهن محمد

القائلات إذا خشين فضيحة * جهد المقالة ليتنا لم نولد

ما تستطيع ومالها من حيلة * إلا التستر من أخيها باليد

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أبي إسحاق الطالقاني قال: كنا عند ابن المبارك فانهد القهندز فأتى بسنين فوجد وزن أحدهما منوان فقال عبد الله

أتيت بسنين قد رمتا * من الحصن لما أثاروا الدفينا

على وزن منوين إحداهما * تقل به الكف شيئا رزينا

ثلاثون سنا على قدرها * تباركت يا أحسن الخالقينا

فماذا يقوم لأفواهها * وما كان يملأ تلك البطونا

<<  <  ج: ص:  >  >>