[*] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الورع:"عمّا قد تُخَاف عاقبته وهو ما يعلَم تحريمه وما يُشَك في تحريمه وليس في تركه مفسدة أعظم من فعله - فهذا قيدٌ مهم في الأشياء المشكوك فيها -،وكذلك الاحتيال بفعل ما يشك في وجوبه ولكن على هذا الوجه".
[*] وعرفه ابن القيم رحمه الله بقوله: " ترك ما يخشى ضرره في الآخرة".
[*] (قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين:
ومن منازل {إياك نعبد و إياك نستعين} منزلة الورع أيضاً وقد قال تعالى: (يَأَيّهَا الرّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطّيّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: ٥١]، و قال تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ) [المدثر: ٤] أي نفسك فطهر من الذنب فكنّى عن النفس بالثوب وهذا قول جماعة من المحققين من أهل التفسير، كما قال غيلان الثقفي: وإني بحمد الله لا ثوب غادر لبست، ولا من غدرة أتقَنّعُ.
ولا ريب أن تطهير النفس من النجاسات وتقصيرها من جملة التطهير المأمور به إذ به تمام إصلاح الأعمال والأخلاق والمقصود أن الورع يطهر دنس القلب ونجاساته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته، وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة.
وقد جمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الورع في كلمة واحدة في الحديث الآتي:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي و ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)
، فهذا يعم الترك لما لا يعنيه من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة، فهذه الكلمة كافية شافية في الورع.
[*] وقال إبراهيم: ((الورع ترك كل شبهة وترك ما لا يعنيك وترك الفضلات – الأشياء الزائدة-)).
وقال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس)). كما في الحديث الآتي:
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح ابن ماجه) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير: