للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٣) تدبر الشافعي للقرآن رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن حسين الكرابيسي بت مع الشافعي ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا أكثر فمئة آية وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله ولا بآية عذاب إلا تعوذ وكأنما جمع له الرجاء والرهبة جميعا.

(٢٤) تحذير الشافعي من الشبع:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشافعي قال: ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا مرة فأدخلت يدي فتقيأتها لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف عن العبادة.

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الشافعي قال: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن.

قال الذهبي رحمه الله: قيل ولم قال لأن العاقل لا يعدو من إحدى خلتين إما يغتم لآخرته أو لدنياه والشحم مع الغم لا ينعقد.

(٢٥) زهد الشافعي رحمه الله:

[*] أورد الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء عن الربيع بن سليمان قال: قال لي الشافعي عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.

{تنبيه}: كان الشافعي رحمه الله آيةً في الزهد ويتجلى زهده رحمه الله تعالى في إنفاقه لله تعالى لعلمه الراسخ أن الزهد ليس أن تملك المال ولكن هو أن تملم المال بل تملك الدنيا بأسرها وتكون الدنيا في يدك لا في قلبك، وهاك بعض مظاهر إنفاقه رحمه الله تعالى:

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الحميدي يقول: قدم الشافعي من صنعاء إلى مكة بعشرة آلاف دينار في منديل فضرب خباءه في موضع خارجاً من مكة فكان الناس يأتونه فيه فما برح حتى وهب كلها.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الربيع قال: أخذ رجل بركاب الشافعي فقال: يا ربيع أعطه أربعة دنانير واعذرني عنده.

[*] أخرج الحافظ أبو نعيم ٍ في حلية الأولياء عن الربيع: سأل رجل الشافعي فقال: إني رجل من أمري كيت وكيت، تأمر لي بشيء؟ وما كان معه يومئذ إلا ديناراً فأعطاه إياه، فقال له بعض جلسائه: هذا لو أعطته درهماً أو درهمين كان كثيراً. فقال: إني أستحي أن يطلب مني رجل بيني وبينه معذرة فلا أعطيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>