لم يقع للنسائي أسانيد ثلاثية كما وقعت للبخاري (وقد بلغت ٢٢ حديثا كما في الحطة ص٨٦)، وللترمذي (حديثاً واحداً في كتاب الفتن)، ووقع عند ابن ماجه خمسة أحاديث ثلاثية لكنها ضعيفة، فأعلى ما عند النسائي الأسانيد الرباعية، وأنزل ما عنده إسناد عشاري.
من شروح سنن النسائي ... :
(١) زهر الربا على المجتبى لجلال الدين السيوطى المتوفى سنة (٩١١هـ)، وهو بمثابة تعليق لطيف حل فيه بعض ألفاظه ولم يتعرض بشيء للأسانيد.
(٢) حاشية لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندى المتوفى سنة (١١٣٦هـ).
(٣) شرح لأبي العباس أحمد بن أبي الوليد بن رشد (٥٦٣هـ)
(٤) شرح سراج الدين ابن الملقن (٨٠٤هـ) زوائده على الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي.
(٥) حاشية لأبي الحسن محمد بن عبد الهادي السندي (١١٣٦هـ)، وهي مطبوع مع "زهر الربى"
(٦) التعليقات السلفية على سنن النسائي لمحمد عطاء الله حنيف.
(٧) ومن الشروح الحديثة: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة وهو شرح مبسوط، وإلى الآن طبع منه تسع مجلدات وصل فيه إلى كتاب الإمامة.
مسألة: هل السنن الصغرى (المجتبى) من تصنيف الإمام النسائي أو ابن السني؟
هناك رأيان في المسألة:
الرأي الأول: أنها تنسب إلى ابن السني، وقد قال بهذا القول: الذهبي وتبعه ابن ناصر الدين الدمشقي.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام: والذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتبى من انتخاب أبي بكر بن السني.
الرأي الثاني: أنها تنسب للإمام النسائي، وهو رأي أكثر العلماء، ومنهم ابن الأثير وابن كثير والعراقي والسخاوي، وغيرهم، ولعل هذا الرأي هو الراجح، ومن الأدلة عليه ما يلي:
(١) حكاية مفادها أن أمير الرملة لما اطلع على السنن الكبرى للنسائي سأله: هل كل ما في هذا الكتاب صحيح؟ قال: لا، فقال: أخرج لي الصحيح منه، فانتقى هذا المجتبى (قلت: وهذه القصة ضعفها كثير من العلماء فإن الواقع يكذبها، فكم من حديث في السنن الصغرى أعله النسائي نفسه.
(٢) ما نقله ابن خير في الفهرست (ص١١٦): عن أبي علي الغساني (ت٤٩٨هـ) قوله: (كتاب الإيمان والصلح ليسا من المصنف إنما هما من المجتبى له بالباء في السنن المسندة لأبي عبد الرحمن النسائي اختصره من كتابه الكبير المصنف ..