للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد في مدينة " أشقودرة " عاصمة ألبانيا عام ١٣٣٢هـ الموافق ١٩١٤م، وعاش في تلك المدينة قريباً من تسع سنوات. وكان من بيت علم، فوالده الشيخ نوح نجاتي من علماء المذهب الحنفي، حيث تخرج من المعاهد الشرعية في اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية، ونهل من كبار علمائها.

وفي فترة حكم المسمى (أحمد زوغو) على ألبانيا وسار في صرفها عن الإسلام، وأخذ على عاتقه نشر الفساد الخلقي، والاجتماعي، والفكري ... حيث ألزم هذا الحاكم المستبد الظالم الناس بتقليد الغرب في مظاهر حياتهم، حتى أنه ألزمهم بلبس القبعة الغربية، وغير الأذان في المساجد من اللغة العربية إلى اللغة الألبانية!!!

فكان لا بدّ من الهجرة إلى بلاد يستطيع معها تطبيق حكم الله والسير عليه، فهاجر إلى بلاد الشام، لما فيها من الفضائل التي وردت في السنة النبوية، فركب البحر من ألبانيا إلى بيروت، ثم من بيروت إلى مدينة دمشق عروس الشام، حتى طاف به المطاف إلى الاستقرار بعمان عاصمة البلقاء الأردن.

بداية تلقي الألباني للعلم رحمه الله تعالى:

عندما استقر به المُقام في دمشق، ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيري الابتدائية بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق " ساروجة " وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.

ثم أخرجه والده من المدرسة، إذ كان يرى والده أن هذه المدرسة النظامية لا فائدة منها، إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.

ثم وضع له منهاجاً علمياً مركّزاً درس من خلاله - الشيخ - وتعلم القرآن الكريم، والتجويد، والصرف، وركز على دراسة الفقه الحنفي، إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً!! وكان ولَعُ الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة.

ثم تلقى العلم من والده، فتعلم العربية والفقه الحنفي، وكذا أخذ العلم عن بعض العلماء من أصدقاء والده، كالشيخ سعيد البرهاني، حيث قرأ عليه كتاب " مراقي الفلاح " وبعض الكتب الحديثة في علوم البلاغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>