للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعرفَ الطالب أنه لم ينطل قولُه على شيخه ولم يمش عليه، فأعاد الشيخ المسألة حتى تأكد من فهم الطالب لها.

ورأى الشيخ - رحمه الله - بعض الحضور في درسه ممن لا يشارك معهم، فعرف الشيخ أن هذا الطالب غير فاهم، فأوقفه الشيخ!

الشيخ: هل أنت فاهم لما أقوله؟

الطالب: لا يا شيخ!!

وهنا غضب الشيخ!: فقال: إذا كنتَ غير فاهم لمَ تأتي وتحضر معنا؟!

الطالب: لأحصِّل الثواب وهو قول المنادي من السماء في نهاية المجلس " قوموا مغفوراً لكم، قد بُدِّلت سيئاتُكم حسنات "!!!

فتوقف الشيخ عن لوم الطالب تعظيماً لحديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقوة حجة الطالب!

قلت: والطالب يشير لحديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما جلس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات ".

رواه أحمد (١٢٠٤٥)، وصححه الشيخ الألباني رحمه في " السلسلة الصحيحة " (٢٢١٠).

هذا، وللشيخ مئات التلاميذ في المملكة - منهم القاضي والدكتور والإمام وطالب العلم والداعية - وآلاف التلاميذ خارج المملكة تتلمذوا على أشرطته وكتبه.

والشيخ - رحمه الله - كان حريصاً على تبليغ العلم لتلامذته وللناس جميعاً، وخاصة في رمضان الذي يحرص فيه الشباب وعامة الناس على لقيا الشيخ والاستماع له.

ولم يفوِّت الشيخ عليهم رغبتهم تلك حتى مع اشتداد مرضه، فلقد حرص - رحمه الله - على بقاء الدرس اليومي بعد " التراويح " ولكنه لم يستطع أن يبذل فيه جهده المعروف في كل عام، فألقى ستة دروس في هذا العام، وكانت مدة كل درس لا تتجاوز النصف ساعة، ولنستمع إلى حادثة من حوادث تلك الأيام والتي يبين فيها عظيم همة الشيخ ومزيد حرصه على التعليم وإفادة الناس، وهي حادثة تستحق أن يراجع بعدها كلُّ واحدٍ منَّا نفسه، فما أن يصيبه مرض يسير إلا ويسارع إلى إلغاء كل نشاط له علمي أو دعوي!!

<<  <  ج: ص:  >  >>