للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يقول: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة

(حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الثابت في الصحيحين) قال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخندق، وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على أكتادنا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللهم لا عيش الا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار).

(حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح مسلم) قالت: إنما كان فراش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ينام عليه أدماً حشوه ليف.

[*] قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:

وفي الحديث ما كان عليه النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الزهادة في الدنيا والإعراض عن متاعها وملاذها وشهواتها وفاخر لباسها ونحوه واجتزائه بما يحصل به أدنى التجزية في ذلك كله، وفيه الندب للاقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا وغيره.

[*] وقال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:

وَالْأَدَمُ بِفَتْحَتَيْنِ: اسْمٌ لِجَمْعِ الْأَدِيمِ وَهُوَ الْجِلْدُ الْمَدْبُوغُ عَلَى مَا فِي الْمُغْرِبِ

(حَشْوُهُ لِيفٌ): قَالَ فِي الْقَامُوسِ: لِيفُ النَّخْلِ بِالْكَسْرِ مَعْرُوفٌ. وَقَالَ فِي الصُّرَاحِ لِيفٌ بِالْكَسْرِ يوست درخت خرما. وَفِي الْحَدِيثِ جَوَازُ اتِّخَاذِ الْفِرَاشِ،، وَالْوِسَادَةِ وَالنَّوْمِ عَلَيْهَا وَالِارْتِفَاقِ بِهَا، قَالَهُ النَّوَوِيُّ. قَالَ الْقَارِيُّ: الْأَظْهَرُ أَنَّهُ يُقَالُ فِيهِ بِالِاسْتِحْبَابِ لِمُدَاوَمَتِهِ عَلَيْهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَلِأَنَّهُ أَكْمَلُ لِلِاسْتِرَاحَةِ الَّتِي قُصِدَتْ بِالنَّوْمِ لِلْقِيَامِ عَلَى النَّشَاطِ فِي الْعِبَادَةِ.

(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) قال نام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حصير فقام وقد أثر في جنبه قلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.

[*] قال صاحب تحفة الأحوذي:

(فَقَامَ) أَيْ عَنِ النَّوْمِ

(وَقَدْ أَثَّرَ) أَيْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>