[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن ابن عامر الهذلي قال: دخل سليمان بن عبد الملك على الوليد بن عبد الملك وهو يجود بنفسه، فلما نظر إليه قال:«أجلسوني، فأجلس، فقال متمثلا: وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع فقال سليمان: وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع»
(قول سليمان بن عبد الملك عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن المثنى بن معاذ بن معاذ قال: سمعت أبي يقول: لما احتضر سليمان بن عبد الملك جعل يقول: «إن بني صبية صغار أفلح من كان له كبار قال: فيقول عمر بن عبد العزيز: أفلح المؤمنون يا أمير المؤمنين. ويقول سليمان: إن بني صبية صيفيون أفلح من كان له شتويون قال: فيقول عمر: أفلح المؤمنون يا أمير المؤمنين» حدثنا عبد الله قال: وحدثني بعض أهل العلم: أن آخر ما تكلم به سليمان أن قال: أسألك منقلبا كريما. ثم قضى.
(مقالة عمر بن عبد العزيز عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن المغيرة بن حكيم قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك - امرأة عمر بن عبد العزيز -: كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول: «اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار. فلما كان اليوم الذي قبض فيه، خرجت من عنده، فجلست في بيت آخر، بيني وبينه باب، وهو في قبة له، فسمعته يقول: (تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ) [القصص: ٨٣] ثم هدأ. فجعلت لا أسمع له حركة ولا كلاما. فقلت لوصيف كان يخدمه: ويلك انظر أمير المؤمنين أنائم هو؟ فلما دخل عليه صاح فوثبت، فدخلت، فإذا هو ميت، قد استقبل القبلة، وأغمض نفسه، ووضع إحدى يديه على فيه، والأخرى على عينيه»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن عمرو بن قيس قال: قالوا لعمر بن عبد العزيز لما حضره الموت: اعهد يا أمير المؤمنين. قال:«أحذركم مثل مصرعي هذا، فإنه لا بد لكم منه. وإذا وضعتموني في قبري، فانزعوا عني لبنة، ثم انظروا ما لحقني من دنياكم هذه»