[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن شيخ من قريش قال: حبس هشام بن عبد الملك عياض بن مسلم ـ وكان كاتبا للوليد بن يزيد ـ وضربه وألبسه المسوح (١). فلم يزل محبوسا حتى مات هشام. فلما ثقل هشام وصار في حد لا يرجى لمن كان في مثله الحياة، فرهقته غشية (٢) وظنوا أنه قد مات، فأرسل عياض بن مسلم إلى الخزان: احتفظوا بما في أيديكم، فلا يصلن أحد إلى شيء. وأفاق هشام من غشيته، فطلبوا من الخزان شيئا، فمنعوهم، فقال هشام: أرانا كنا خزانا للوليد ومات هشام من ساعته. فخرج عياض من الحبس، فختم الأبواب والخزائن. وأمر بهشام فأنزل عن فراشه، ومنعهم أن يكفنوه من الخزائن. فكفنه غالب - مولى هشام - ولم يجدوا قمقما يسخن فيه الماء، حتى استعاروه فقال الناس: إن في هذا لعبرة لمن اعتبر
(١) المسوح: جمع مِسْح، وهو كساء غليظ من الشعر.
(٢) الغشي: فقدان الوعي، والإغماء
[*](روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن إسحاق أبي عمر الشيباني قال: لما احتضر هشام بن عبد الملك، أبصر أهله يبكون حوله، فقال:«جاد عليكم هشام بالدنيا، وجدتم عليه بالبكاء، وترك لكم ما جمع، وتركتم عليه ما حمل، ما أعظم متقلب هشام إن لم يغفر له»
(قول هارون الرشيد عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن مسرور الخادم قال: «أمرني هارون أمير المؤمنين لما احتضر، أن آتيه بأكفانه. فأتيته بها، فجعل ينتقيها على عينه، ثم أمرني فحفرت قبره، ثم أمر فحمل إليه، فجعل يتأمله ويقول: (مَآ أَغْنَىَ عَنّي مَالِيَهْ * هّلَكَ عَنّي سُلْطَانِيَهْ) [الحاقة ٢٨: ٢٩] ويبكي، ثم تمثل ببيت شعر»
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال: «جعل هارون أمير المؤمنين يقول وهو في الموت:» واسوءتاه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «
(قول المعتصم عند حضور الموت:
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن سمعت علي بن الجعد قال: «لما احتضر المعتصم جعل يقول:» ذهبت الحيل، ليست حيلة «. حتى أصمت.
[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده في كتابه المحتضرين عن شيخ من قريش: أنه جعل يقول: أؤخذ من بين هذا الخلق، حدثنا عبد الله قال: وحدثت أنه قال: لو علمت أن عمري هكذا قصير، ما فعلت ما فعلت.