للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] (أورد الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور عن سلمه البصري قال: وقف رجل على قبر قد بني بناء حسنا، فجعل يتعجب من حسنه، فلما كان في ليلة أتاه آت في منامه فوقف عليه، وإذا رجل قد انمحت آثار وجهه فقال شعرا:

أعجبك القبر وحسن البناء ... والجسم فيه قد حواه البلاء

فاسأل الأموات عن حالهم ... ينبأك عن ذاك ذهاب الجلاء

قال: ثم ولى فاتبعته، فدخل الجبان، فأتى ذلك القبر، فانساب فيه.

[*] (أورد الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور عن الفضيل بن عياض قال: رأيت رجلاً يبكي، قلت: وما يبكيك؟ قال: أبكاني كلامه قلت: ما هو؟ قال: كنا وقوفاً في المقابر فأنشدوا:

أتيت القبور فسألناها ... أين المعظم والمحتقر

وأين المذل بسلطانه ... وأين القوي إذا ما قدر

ففاتوا جميعاً فما مخبر ... وماتوا جميعاً ومات الخبر

فيا سائلي عن أناس مضوا ... أما لك في ما مضى معتبر

تروح وتغدو وأبلاك الثرى ... فتمحو محاسن تلك الصور

[*] (وأورد الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه أهوال القبور أن بعض الوزراء أوصى أن يكتب على قبره:

«أيها المغرور في الدنيا بعز يقينه، وبأهل وبمال وبقصرٍ تبتنيه، كم عليها قد سحبنا ذيل سلطان منيته، يحسب الأقدار تجري بخلود ترتجيه، إذا طواك الموت طياً فاعتبرنا نحن فيه».

[*] (روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن عبد الله بن صدقة بن مرداس البكري عن أبيه عن شيخ حدثه بقرية من بلاد أنطابلس قال: كان ثلاثة إخوة: أمير يصحب السلطان ويؤمر على المدائن والجلوس، وتاجر موسر مطاع من ناحيته، وزاهد قد تخلى لنفسه وتخلى لعبادة ربه. قال: فحضرت العابد الوفاة فاجتمع عنده إخوانه فقال لهما إذا مت فغسلاني وكفناني وادفناني على نشز من الأرض واكتبا على قبري:

وكيف يلذ العيش من هو عالم ... بأن إله الخلق لا بد سائله

فيأخذ منه مظلمة ... لعباده ... ويجزيه بالخير الذي هو فاعله

<<  <  ج: ص:  >  >>