(حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في صحيح الترغيب والترهيب) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:» يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم». .فذكر الحديث إلى أن قال:» حتى يمرّ الذى يُعْطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه, تخرُّ يدُ وتعلّق يدُ, وتخرّ رِجل وتعلّق رجل وتصيب جوانبه النار, فلا يزال كذلك حتى يخلصِ, فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله الذى أعطانى ما لَم يُعْطِ أحداً إذْ نجَّانى منها بعد إذْ رأيتها, قال: فيُنْطلق به إلى غدير ـ نهر ماء ـ عند باب الجنة فيغتسل, فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم, فيرى ما فى الجنة من خَلَل الباب, فيقول: رب أدخلنى الجنة, فيقول له: أتسألنى الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول: رب اجعل بينى وبينها حجاب لا أسمع حسيسها, قال: فيدخل الجنة ويُرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه حُلْم, فيقول: رب أعطنى ذلك المنزل, فيقول له: لعلك إن أَعْطَيْتُكهُ تسأل غيره, فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيره وأى منزل أحسن منه؟ فيعطاه, فينزله ويرى أمام ذلك منزلً كأن ما هو فيه إليه حلم, قال: رب أعطنى ذلك المنزل, فيقول: لا وعزتك يارب وأى منزل أحسن منه؟ فُيعْطاه فينزله ثم يسكت, فيقول الله عز جل ذكره: مالك لا تسأل؟ فيقول: رب قد سألتك حتى استحيَيْتُك وأقسمتُ حتى استحييْتُك, فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أُعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيْتُها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بى وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله, قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه, قال: فيقول الرب تبارك وتعالى: لا ولكنى على ذلك قادر, سَلْ, فيقول: ألْحقنى بالناس, فيقول: الْحَقْ بالناس, فينطلق يرمل فى الجنة حتى إذا دنا من الناس رُفع له قصر من دُرَّة فيخرُّ ساجداً فيقال له: ارفع رأسك مالك؟ فيقول: تراءى لى ربى, فيقال: إنما هو منزل من منازلك. قال: ثم يَلْقى رجلاً فيتهيَّأ للسجود له فيقال له: مَهْ!! فيقول: رأيت أنك مَلَك من الملائكة, فيقول: إنما أنا خازن من خُزَّانك وعبد من عبيدك تحت يدىَّ ألف قَهْرَمان ـ خازن ـ على ما أنا عليه،