للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) من حقَّقَ التوحيدِ الخالص ولكن نقصه بعض الصفاتِ الأربع كمن يسترقي أو يكتوي فهذا لا يدخلُ الجنةَ بغيرِ حساب ولكنه يدخلُ الجنةَ دون أن تمسَّه النار فقد حرَّمه الله تعالى على النار

(حديثُ أنس في الصحيحين) أن رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومعاذَ رَدِيفُه على الرحل قال يا مُعاذ، قال لبيك يا رسولَ الله وسعديك. قال يا مُعاذ، قال لبيك يا رسولَ الله وسعديك ثلاثاً، قال: ما من أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله صِدقاً من قلبه إلا حرَّمه الله على النار، فقلتُ يا رسولَ الله أفلا أُخْبر به الناسَ فيستبشرون؟ قال: إذاً يتكلوا. وأخبربها معاذ عند موته تأثماً.

(٣) من حقَّق التوحيدَ ولكن له معاصي أوبقتْه فهذا لايُخَلدُ في النار ولكنه تحت مشيئةِ الإله النافذة إن شاء عفا عنه وإن شاء آخذه ولكنه يدخلُ الجنةَ يوماً من الأيام أصابه قبل ذلك اليوم ما أصابه.

(حديثُ أبي ذرٍ في الصحيحين) قال أتيتُ النبيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعليه ثوبٌ أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فقال: ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنةَ، قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. قلتُ وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق على رَغمِ أنفِ أبي ذر.

(حديثُ أنس في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: يخرجُ من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزنُ شُعَيْرَةٍ من خير، ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزنُ بُرَةٍ من خير ويخرجُ من النارِ من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرةٍ من خير.

(حديثُ أبي سعيدٍ في صحيحِ الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال يخرجُ من النارِ من كان في قلبه مِثقالُ ذرةٍ من إيمان.

(مسألة: ما هو التطيرُ وما حكمه؟

التطيرُ هو التشاؤم بمسموعٍ أو مرئيٍ أو معلوم، وسُمِّىَ بالتطير لأن غالبَ التشاؤم عند العرب كان بالطير، كانوا يزجرون الطير فإذا ذهب يميناً يتفاءلون وإذا ذهب يساراً يتشاءمون.

(حكمُ التطير: التطيرُ محرَّمٌ شرعاً

(حديثُ أبي هريرةَ في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لا عدوى ولا طِيَرَة ولا هامةُ ولا صفر وفرَّ من المجذومِ فرارك من الأسد.

مسألة: هل التطيرُ يُنافي التوحيد؟

(التطيرُ ينافي التوحيدَ من وجهين:

<<  <  ج: ص:  >  >>