للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أخي الحبيب:

هذه الحور الحسان، وهذه الجنان، وهذا سبيلها، فهل رأيتم أشد غبناً ممن يبيع الجنان العالية بحياة أشبه بأضغاث أحلام يبيع الحور بلذة قصيرة وأحوال زهيدة؟ أي سفه ممن يبيع مساكن طيبة في جنان عدن بأعطان ضيقة، وخراب بوار.

فيا حسرة هذا المتخلف حين يرى ركب المؤمنين سائرين الى الجنان، ويمنع من دخولها، عندها سوف يعلم أي بضاعة أضاع.

{تنبيه}: (إذا كانت نساء الدنيا زينةً ومحببّة ومشتهاةً وقد خلقن من تراب الأرض, وجعلهن الله فتنة الدنيا ولم يبلغن من حسن نساء أهل الجنة ذَرَّة, فكيف يتصوّر جمال وحسن وكمال صورة نساء أهل الجنة؟ وهذا فى الصورة, فما بال الخُلُق والأدب والمعاملة والمعاشرة وجمال الباطن؟

إن عيون البشر في الدنيا تطيق رؤية جمال ما خُلق من طين, أما فى الجنة فإن الله يجعل العيون ترى ما فوق يخطر ببال أو يدور في الخيال , فلا يحجب الرؤية شيء هناك, فيرى ملكه كله في آن واحد, فيرى ما بَعُد كما يرى ما قَرُب, ويرى مُخَّ ساق المرأة من وراء كل ما تلبس من الحسن, فما من جمال أو نعيم له في الجنة إلا وهو يتمتع به في كل صوت, وكل صوت لذيذ, ويشم كل شيء, وكل شيء ريحه طيب, بلا اختلاط أو تزاحم خِلْقة لا تدرك الملل, في شغل فاكهون.

(الحور العين يطلبن أزواجهن أكثر مما يطلبهن أزواجهن:

(حديث مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «لاَ تُؤْذِي امْرَأةٌ زَوْجَهَا فِي الدّنْيَا. إِلاّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لاَ تُؤْذِيهِ، قَاتَلَكِ الله، فَإِنّمَا هُوَ عِنْدَك دَخِيلٌ يُوشِكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا».

(هل في الجنة حمل و ولادة:

(حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي.

[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:

(المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) أي حدوثه له

(كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة) ويكون ذلك كله.

(كما يشتهي) من جهة القدر والشكل والهيئة وغيرها والمراد أن ذلك يكون إن اشتهى كونه لكنه لا يشتهي ذلك فلا يولد له فلا تعارض بينه وبين خبر العقيلي بسند صحيح إن الجنة لا يكون فيها ولد.

(مُلكُ الجنة و أن أهلها كلهم ملوك فيها:

<<  <  ج: ص:  >  >>