هذا جواب من الله تعالى للكفار إذا سألوا الخروج من النار والرجعة إلى هذه الدار، يقول:{اخْسَئُوا فِيهَا} أي: امكثوا فيها صاغرين مُهانين أذلاء. {وَلا تُكَلِّمُونِ} أي: لا تعودوا إلى سؤالكم هذا، فإنه لا جواب لكم عندي.
قال العَوْفِي، عن ابن عباس:{اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} قال: هذا قول الرحمن حين انقطع كلامهم منه. انتهى.
وقال تعالى:(وَنَادَوْاْ يَمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّكَ قَالَ إِنّكُمْ مّاكِثُونَ)[الزخرف: ٧٧]
[*] قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
{وَنَادَوْا يَامَالِكُ} وهو: خازن النار.
قال البخاري: حدثنا حجاج بن مِنْهال، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن عطاء عن صفوان بن يعلى، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ على المنبر: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}
أي: ليقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه، فإنهم كما قال تعالى:{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}[فاطر: ٣٦]. وقال:{وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى. الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى. ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى}[الأعلى: ١١ - ١٣]، فلما سألوا أن يموتوا أجابهم مالك، {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}:
قال ابن عباس: مكث ألف سنة، ثم قال: إنكم ماكثون. رواه ابن أبي حاتم.