وَإذا عَرَفَ الرَّجُلُ الإِسْلاَمَ وَشَرَائِعِهِ، ثُمَّ قَتَلَ رَجُلاً مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً قَتْلَهُ، مُسْتَحِلاً ذَلِكَ القَتْلَ، فَجَزَاؤُهُ عِنْدَ اللهِ جَهَنَّمَ يَبْقَى مُخَلَّداً فِيهَا، وَيَلْعَنُهُ اللهُ، وَيُبْعِدُهُ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَيَجْعَلُهُ فِي النَّارِ فِي عَذَابٍ أَليمٍ.
مسألة: ما هو القتل عمدا؟
القتل العمد أن يقصد المكلف قتل إنسان معصوم الدم فيقتله بما يغلب على الظن موته به.
مسألة: من هو الإنسان المعصوم الدم؟
الإنسان المعصوم الدم أربعة أصناف [المسلم والذمي والمستأمن والمعاهد]
مسألة: متى يكون القتل عمدا؟
[*] • لا يكون القتل عمدا إلا بثلاثة شروط متلازمة:
(١) أن يقصد القاتل القتل
(٢) أن يعلم القاتل أن الذي قصد قتله معصوم الدم
(٣) أن تكون الآلة المستخدمة في القتل مما يغلب على الظن أنها تقتل.
مسألة: لو رأى إنساناً وهو في أرض حرب، فظن أنه حربي فرماه فقتله، فإذا هو غير حربي فهل يعتبر ذلك قتل عمد؟
لو رأى إنساناً وهو في أرض حرب، فظن أنه حربي فرماه فقتله، فإذا هو غير حربي، فهذا ليس بعمد؛ لأنه لم ينوِ قتل المعصوم.
{تنبيه}:• ويلاحظ أنَّ هذا إذا وافق أولياء المقتول على ذلك، أما لو قالوا: إنّك قصدتَه، فقال: لم أقصده، فالقول قول أولياء المقتول؛ لأن القصد نية خفية، والشرع لا يحكم إلا بالظاهر، والظاهر أنه قصد، ودعواه أنه لم يقصد، أو أنه ظنه غير آدمي دعوى غير مقبولة منه؛ لأننا لو قبلنا ما ادعاه لكان كل من قتل نفساً بغير حق يقول: أنا لم أقصد، أوْ لم أظنه آدمياً معصوماً، أو ما أشبه ذلك.
مسألة: لو أن القاتل ضرب المقتول بالفأس أو بالساطور على رأسه، وقال: أنا ما ظننت أنه يموت، فهل يُقبل منه ذلك؟
لا يقبل منه ذلك لأن هذا يغلب على الظن أنه يموت به.
مسألة: لو أن القاتل ضرب المقتول بالمهفَّة ففزع فمات وقال: أنا ما ظننت أنه يموت، فهل يُقبل منه ذلك؟
يقبل منه ذلك لأن هذ الايغلب على الظن أنه يموت به.
(٥٨) من تركوا الهجرة من بلاد الكفر وهم قادرون عليها: