للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• من صفات أهل النار ما ذكره الله بقوله قال تعالى: (كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة * إِلاّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنّا نَخُوضُ مَعَ الُخَآئِضِينَ * وَكُنّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدّينِ) [المدثر ٣٨: ٤٦]

فكان من أسباب دخولهم النار أنهم لا يصلون ولا يزكون، وخوضهم في الباطل، وتكذيبهم بيوم الجزاء يوم القيامة حتى ماتوا على هذه الحالة. نسأل الله العافية.

[*] • أورد ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه التخويف من النار عن ابن مسعود أنه لا يترك في النار غير هؤلاء الأربعة قال وليس فيهم من خير.

(٨١) ومن صفات أهل النار الطغيان وإيثار الحياة الدنيا وشهواتها:

قال تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (النازعات: الآية: ٣٧ - ٤١)

فتبين بهذا أن صحة الجسد وقوته وكثرة المال والتنعم بشهوات الدنيا والتكبر والتعاظم على الخلق وهي صفات أهل النار.

وهي جماع الطغيان والبغي كما قال تعالى: (كَلاّ إِنّ الإِنسَانَ لَيَطْغَىَ * أَن رّآهُ اسْتَغْنَىَ) [العلق ٦، ٧]

(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره.

[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:

(حجبت) وفي رواية القضاعي حفت

(النار بالشهوات) أي ما يستلذ من أمور الدنيا مما منع الشرع منه أصالة أو لاستلزامه ترك مأمور وألحق به الشبهات والإكثار من المباحات خوف الوقوع في محرم

<<  <  ج: ص:  >  >>