(غُدْوَةً) بِضَمِّ الْغَيْنِ: مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْغَدْوَةِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ، كَذَا قَالَهُ ابْنُ الْمَلِكِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ، وَمَا قَبْلَ الزَّوَالِ (إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ) أَيْ: دَعَا لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ
(حَتَّى يُمْسِيَ) مِنَ الْإِمْسَاءِ
(وَإِنْ عَادَهُ) إِنْ نَافِيَةٌ بِدَلَالَةِ إِلَّا، وَلِمُقَابَلَتِهَا مَا
(عَشِيَّةً) أَيْ: مَا بَعْدَ الزَّوَالِ أَوْ أَوَّلَ اللَّيْلِ
(وَكَانَ لَهُ) أَيْ: لِلْعَائِدِ (خَرِيفٌ) أَيْ: بُسْتَانٌ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ الثَّمَرُ الْمُجْتَنَى أَوْ مَخْرُوفٌ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
{تنبيه}: يجوز للمسلم أن يعود الكافر بغرض الدعوة إن رُجِي إسلامه وإلا فلا:
(حديث أنس الثابت في صحيح البخاري) قال: كان غلامٌ يهودي يخدم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فمرض فأتاه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعوده، فقعد عند رأسه وقال له أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم فخرج النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يقول: الحمد لله الذي أخرج من في النار.
(٣٠) الصيام وإتباع الجنازة وعيادة المريض وإطعام المسكين:
إذا اجتمعت في مسلم في يوم دخل الجنة بفضل الله كما حصل لأبي بكر - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: من أصبح منكم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن أطعم منكم مسكيناً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا.
فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة.
(٣١) الإصلاح بين الناس:
قال تعالى: (لاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نّجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء / ١١٤)
وقال تعالى: (فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ) (الأنفال / ١)
وقال تعالى: (إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات / ١٠)