والسنة الصحيحة طافحةٌ بما يشين النمام ويدل على أنه غارقٌ في القبائح إلى الأذقان، ومنها ما يلي:
(حديث حذيفة في الصحيحين) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: لا يدخل الجنة قتَّات.
*معنى قتات: أي نمَّام
[*] قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
معنى (لا يدخل الجنة قتَّات): أي لا يدخلها في أول وهلة.
وهذا هي عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، فإنهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بشيء من المعاصي ما لم يستحله.
(حديث ابن عباس في الصحيحين) قال: مر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين فقال "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة"
[*] قال النووي رحمه الله تعالى:
معنى (وما يعذبان في كبير) أي ما يعذبان في كبير في زعمهما، وقيل ما يعذبان في كبير تركه عليهما.
(حديث أبي الدر داء في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة؟ إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة.
(حديث ابن مسعود في صحيح مسلم) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ألا أنبئكم ما العَضَةُ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس.
معنى العضة: الكذب والبهتان
مسألة: ما الذي يجب على من حُملت إليه النميمة أن يفعله؟
[*] قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
وكل من حملت إليه نميمةٌ وقيل له فلانٌ يقول فيك كذا ستة أمور:
الأول: أن لا يصدِّقه لأن النمام فاسق.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبِّح له فعله
الثالث: أن يبغضه في الله تعالى فإنه بغيضٌ عند الله تعالى، ويجب بغض من أبغضه الله تعالى
الرابع: ألا يظن بأخيه الغائب السوء
الخامس: أن لا يحمله ما حُكِي له على التجسس والبحث عن ذلك.
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته عنه فيقول فلان حكى كذا فيصير به نماماً، ويكون آتياً ما نهى عنه.
النهي عن كثرة الضحك:
يجب على المسلم إذا أراد إصلاح قلبه أن يتجنب كثرة الضحك لأن كثرة الضحك تميت القلب بنص السنة الصحيحة كما في الحديث الآتي:
(حديث أبي هريرة في صحيح ابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.