للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أريدُ أن أذبحَك، لا إله إلا الله ابنٌ يذبحُ أباه.

فقال أهكذا جزاءُ الإحسانِ يا بني.

قال لا بد من ذبحِك فقد أسأمتني وأمللتني.

قال إن كان لابدَ يا بني فاذبحني عند تلكَ الصخرةِ.

قال أبتاه ما ضركَ أن أذبحك هنا أو أذبحك هناك؟

قال إن كان الجزاءُ من جنسِ العمل فاذبحني عند تلك الصخرةِ فلقد ذبحتُ أبي هناك.

ولك يا بنيَ مثلُها والجزاءُ من جنسِ العمل، وكما تدينُ تدان، ولا يظلمُ ربكَ أحدا.

• قصة رجلٌ ظالمٌ غاشم استطال على الله تعالى:

إليكم هذه القصة الواقعية والتي حدثت في القرن العشرين، مدير أحد السجون العربية في الستينات والقصة موثقة والأسماء لا تزيد من العبرة شيئاً

كان رجلاً عنيفاً فظاً غليظاً نُقل عنه تجرأه على الله ورسوله وقد بلغ ذلك عنده مبلغه فعتا عتواً كبيراً وتجاسر وارتقى مرتقاً صعباً فلم يتجرأ فقط على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل تجرأ على الذات العلية .. تجرأ على الركن الشديد، تجرأ على القوي العزيز، تجرأ على ذي العرش المجيد، قال لمن يستغيث بالله وهو تحت وطأة التعذيب المميت: أين ربكَ هذا؟ لو نزل ربُك الآن لسجنته في الزنزانة رقم اثني عشر التي بجوارك.

يالها من كلمة .. يا لها من جُرأة!

هكذا جرأة وجنون بلا حدود .. طغيان وسفاهة وتأنف والله السفاهة أن يطلق اسمها على هؤلاء وهذا الذي ذكرته لكم غيض من فيض ونقطة من بحر من جبروته وطغيانه وأمهله الله عز وجل، وهذه سنته، سبحانه وتعالى، وفي يوم العيد .. يوم أخذ الجبابرة هكذا يأخذهم الله دائماً وهم في زهوهم فرحون، خرج المفتري في يوم العيد غافلاً عما يُراد به مزهواً فرحاً ارتقى سيارته الفارهة وبين هو على الطريق السريع والسيارة تنهم الأرض نهماً حان وقت الحساب وشارفت الرحلة على الانتهاء .. ووصل إلى الحد المحدود والأجل الموقوت فإذا حان وقت الحساب لا يُؤجل وفجأة وبينما السيارة تنهم الأرض نهماً صدمت الرجل بسيارته سيارةً محملة بأسياخ الحديد وكانت الأسياخ بارزة

كأنها أسهم الدعوات وسيوف السموات فباتت الأسياخ في عنقه ووجدت في جسده كل مطعن.

قال شهود العيان: لم نستطع أن نحرر الجسد من الحديد إلا بعدما فصلنا العنق عن الجسد.

فمن سجن من؟!

حديد بحديد .. حديد بحديد والجزاء من جنس العمل

أخبرنا الثقة الثبت أنه عندما أرادوا أن يدخلوه المسجد ليصلوا عليه أَبَتْ الخشبة أن تدخل المسجد، أبت الخشبة الظالمة أن تدخل المسجد

<<  <  ج: ص:  >  >>