(لفظُ الفقر الزهدُ والتصوفِ قد أدخل فيها أمورٌ يحبُّها الله ورسولُه، كالتوبة والصبر والشكر وقد أدخلَ فيها أمورٌ يكرهها اللهُ ورسولُه كالحلول والاتحادِ والرهبنةِ المبتدعةِ)[الفتاوى ١١/ ٢٨]،والإمامُ الشاطبيُّ ذكر المعاني الصحيحةَ والفاسدةَ للتصوف ...
[الاعتصام ١/ ٢٦٥]
(٣) ومن معالم السلوكِ الشرعي: مراعاةُ تفاوتِ قدراتِ الناس في فعل الطاعات، وذلك بسبب اختلاف استعداداتهم
[*](قال الإمامُ مالكٌ رحمه الله (إنّ الله قسم الأعمالَ كما قسم الأرزاق، فربَّ رجُلٍ فُتح له في الصلاة، ولم يفتُح له في الصوم، وآخرُ فُتح له في الصدقةِ ولم يُفتح له في الصوم، وآخرُ فُتح له في الجهادِ، فنشرُ العلم من أفضلِ أعمال البِرِّ.
[*] (وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
(وقد رضيتُ بما فُتحَ لي فيه أرجو أن يكون كلانا على خيرٍ وبر) [سير النبلاء ٨/ ١١٤] من الناس من يكونُ سيِّدُ عمله وطريقُة الذي يُعدُّ سلوكُه إلى الله طريق العلم والتعليم حتى يصل إلى الله ومن الناسِ من يكونُ سيِّدُ عملهِ الذكرُ، وقد جعله زادَه لمعادة، ورأسَ ماله لما له، ومن الناس من يكونُ سيِّدُ عمله وطريقُة الصلاةَُ، ومنهم من يكون طريقُه الإحسانُ والنفعُ المتعدي كقضاء الحاجات وتفريج الكرباتُ وأنواعِ الصدقات،
ومنهُم الواصلُ إلى الله من كلَّ طريق قد ضرب مع كلَّ فريق بسهم، فأين كانت العبوديةُ وجدتَه هناك، إن كانَ علمٌ وجدتَه مع أهله، أو جهادٌ وجدتَه في صف المجاهدين، أو صلاةٌ وجدتَه في القانتين، أو ذكرٌ وجدتَه في الذاكرين، أو إحسانٌ ونفعٌ وجدتَه في زمرة المحسنين لو قيل له: ما تريدُ من الأعمال؟ لقال: أريدُ أن أُنْفِذُ أوامر ربي حيثُ كانت) [طريق المجرتين صـ١٧٨، ومدارج السالكين ٣/ ١٧، ١/ ٨٨]،
وهذا الصنفُ الذي ذكره ابنُ القيمّ هم الصديقون وخيرُهُم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد. (