(٣٠) العز والفوقية فوق الخلق يوم القيامة غير عز الدنيا قال تعالى: (زُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الّذِينَ آمَنُواْ وَالّذِينَ اتّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[البقرة: ٢١٢]، فيورثون الجنة بالتقوى كما قال تعالى:(وَسَارِعُوَاْ إِلَىَ مَغْفِرَةٍ مّن رّبّكُمْ وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ)[آل عمران: ١٣٣] و قال تعالى: (تِلْكَ الْجَنّةُ الّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً)[مريم: ٦٣]، وهؤلاء المتقون لا يذهبون إلى الجنة مشياً وإنما يذهبون ركباناً موقرين مكرمين قال تعالى:(وَأُزْلِفَتِ الْجَنّةُ لِلْمُتّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ)[ق: ٣١] وقال تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتّقِينَ إِلَى الرّحْمََنِ وَفْداً)[مريم: ٨٥]، والوفد يكرم يذهب بهم إلى ملك الملوك سبحانه وتعالى، فيدخلهم جنته قال تعالى:(إِنّ لِلْمُتّقِينَ مَفَازاً)[النبأ: ٣١]، يدخلهم الأنهار قال تعالى:(إِنّ الْمُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَنَهَرٍ)[القمر: ٥٤]
والدار الآخرة للمتقين يوم القيامة، ويجمع الإنسان بأحبابه إذا اتقى ربه قال تعالى:(الأخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إِلاّ الْمُتّقِينَ)[الزخرف: ٦٧]، وهؤلاء على سرر متقابلين كما قال تعالى:(إِنّ الْمُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَاناً عَلَىَ سُرُرٍ مّتَقَابِلِينَ)[الحجر ٤٥: ٤٧] فيأتون إلى الجنة زمراً زمراً، مجموعات ووفود إلى الله تعالى مكرمين قال تعالى:(وَسِيقَ الّذِينَ اتّقَوْاْ رَبّهُمْ إِلَى الّجَنّةِ زُمَراً)[الزمر: ٧٣]
(صفات المتقين:
(١) ذكر الله من صفاتهم أنهم يؤمنون بالغيب إيماناً جازماً، قال تعالى:(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتّقِينَ * الّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)[البقرة ٢: ٣]
(٢) يتحرون الصّدق في الأقوال والأعمال قال تعالى: (وَالّذِي جَآءَ بِالصّدْقِ وَصَدّقَ بِهِ أُوْلََئِكَ هُمُ الْمُتّقُونَ)[الزمر: ٣٣]، الذي جاء بالصدق هو محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والذي صدق به قيل هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. و قال تعالى:(أُولََئِكَ الّذِينَ صَدَقُوآ وَأُولََئِكَ هُمُ الْمُتّقُونَ)[البقرة: ١٧٧]، هذا بيان أن المتقي يصدق.