للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتتضمن الاستقامة أيضًا ـ وهو مما يدخل في السير على الطريق ـ عدم الانحراف.

والانحراف: خلاف الاستقامة.

والانحراف في طريق الدين: إما أن يكون إلى إفراط أو إلى تفريط، وإما أن يكون هناك تجاوز لحدود الله "غلو، طغيان" وإما تفريط، وتقاعس، وتراجع، وانحراف.

فأما الإفراط: فإنه يكون بتعدي حدود الله، قال تعالى: ((تلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا)) [البقرة:٢٢٩].

هذا في الأوامر، ولا تتعدى المباح، ولا تتجاوز ما شَرَعَ الله إلى الغلو والابتداع في الدين.

ومن التفريط: الغلو في الدين في كل شرائعه، لابد من الوقوف عند الحدود، ((تلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا)) [البقرة:٢٢٩].

وأيضًا: قال ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا)) [البقرة:١٨٧].

فالقُرب من حدوده التي نهانا عنها تفريط، وتعدِّي الحدود إفراط، وكلاهما خلاف الاستقامة.

فالاستقامة تقتضي الوقوف عند حدود الله التي أذن فيها من واجب، ومستحب، ومباح، وَتَجنُّب الحدود التي نهى الله عنها، فنهى عن القرب منها.

إذًا: السَّير إلى الله لابد أن يكون في الطريق الوسط، وهو الذي يُسمَّى في النصوص الصراط.

ما هو الصراط؟

الصراط: هو دين الله، هو الإسلام، هو القرآن.

دين الله هو الصراط الذي نَصَبَهُ الله للعباد طريقًا يسيرون عليه إليه سبحانه.

فالعبد في ضرورة إلى هداية الله، وهدايةُ الله لهذا الصراط يتضمن الاستقامة ((اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)) [الفاتحة:٦].

اهدنا: أَوْجَبَ الله علينا أن نستهديه الصراط في كل ركعة، ((اهدِنَا)) هذا أوجب وأفضل وأنفع دعاء.

والهداية هنا تشمل نوعين:

(١) هداية الدلالة والإرشاد.

(٢) هداية التوفيق، وهداية التوفيق تتضمن الثبات على الطريق.

(القوادح في الإستقامة:

لمَّا أمر الله نبيه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالاستقامة، نهاه عن ضِدِّها، وهو الطغيان، والمَيْل إلى الكافرين والظالمين، والفاسقين والمنافقين، قال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [هود: ١١٢]

والطغيان ضد الاستقامة، تجاوز، وإفراط، وتعدِّي لحدود الله، وإمعان أيضًا في الباطل، قال: (وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [هود: ١١٢]

<<  <  ج: ص:  >  >>