(وهذا الورع يُتَعَلَّم، كما قال الضحّاك بن عثمان رحمه الله: (أدركت الناس وهم يتعلمون الورع وهم اليوم يتعلمون الكلام)، والإنسان إذا تورّع لن يعدم الحلال ولا يظن أنه سيضيق على نفسه ضيقاً لا مخرج منه فإنه يلتمس الورع الشرعي مثلما تقدم.
(درجات الرياضة:
(قال العلماء:" الرياضة على ثلاث درجات؛ رياضة عامة و هي تهذيب الأخلاق بالعلم وتصفية الأعمال بالإخلاص، و توفير الحقوق في المعاملات، أخلاقك يوجهها العلم، وأعمالك يتوجها الإخلاص، و معاملاتك يضبطها أداء الحقوق، إن تكلم فهو صادق، و إن تعامل مع الناس تعامل بخلق كريم، فورد عن النبي عليه الصلاة و السلام: من عامل الناس فلم يظلمهم، و حدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته و ظهرت عطالته ووجبت أخوته و حرمت غيبته .. " تهذيب الأخلاق بالعلم، و تصفية الأعمال بالإخلاص، و توفير الحقوق في المعاملات.
الأخلاق حركة الإنسان، تحرك، تاجر، باع، اشترى، عزى، هنأ، تنزه، سافر، نام تزوج، طلق، الحركة ما الذي ينظمها عند المؤمن؟ الأخلاق التي جاء بها النبي، كنت أقول دائما: القرآن كون ناطق، و الكون قرآن صامت، و النبي عليه الصلاة و السلام قرآن يمشي وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد، ودرر الفرائد.
((حديث عائشة رضي الله عنها الثابت في صحيح الجامع) قالت: كان خُلُقٌه القرآن.
[*] قال المناوي في فيض القدير: أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك. وقال القاضي: أي خلقه كان جميع ما حصل في القرآن. فإن كل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحلى به، وكل ما استهجنه ونهى عنه تجنبه وتخلى عنه. فكان القرآن بيان خلقه. انتهى. وقال في الديباج: معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته. أهـ
إن تكلم فهو صادق، و إن تعامل مع الناس تعامل بخلق كريم، المؤمن الصادق يضبط أموره، و يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه مكلف، العلم بالتعلم، و إنما الحلم بالتحلم، ...... " إذا غضبت في هذه المرة، في المرة الثانية كن حليما، هذه المرة تسرعت، في المرة الثانية كن متأنيا.